متي نقوم بثورة حقيقية للعودة بمجتمعنا إلي حسن الخلق والسلوك القويم؟! سؤال تبادر إلي ذهني وأنا أعيش الحالة المتردية التي نحياها الآن عقب ثورتنا علي النظامين السابقين في 25 يناير و30 يونيه. للأسف الشديد لقد كشفت ثورتا يناير ويونيه عن أزمة الأخلاق الكبيرة التي نعيشها والتي كادت تفتك بمجتمعاتنا والتي لا تميز بين طبقة مجتمعية وأخري بل لا تفرق هذه الأزمة بين أهل الصلاح والتقوي وغيرهم من عوام الناس. حتي أهل الإصلاح والدعوة أنفسهم أصيبوا ببعض تلك المثالب. فأغرقونا معهم في غياهب الضلال. حب الذات والانتصار للنفس والأثرة وإعلاء قيمة الذات والغرور والكبر. وكل هذه الصفات الذميمة وغيرها أراها تفتك بالطبقات العليا في المجتمع. ويليها بذاءة اللسان والفحش في القول والجهر بالمعصية والاعتراض علي النصيحة والإصرار علي سوء الخلق.. وهذه الصفات الذميمة وغيرها أراها تنتشر فيما بيننا كالنار في الهشيم حتي كادت تنهش فينا نهشاً. يتبجح الصغير. ويرفض احترامه للكبير. يقابله عنف وشراسة من الكبير مع من هو أصغر. واذدراء أصحاب الأموال للعمال والموظفين واستعبادهم. وارتفاع الأصوات. والصخب في الشارع. فلا نجد من يحترم مجتمعه ويراعي آدابه. تربية خاطئة للأبناء في البيوت علي عادات وأخلاق بعيدة كل البعد عن سمو الأخلاق.. أما المؤسسات التربوية في المدارس والجامعات فحدث ولا حرج من بث روح الغش والتربية علي حب الانتهازية المكتسبة من سلوكيات الكثير من المربين المتكالبين علي المادة والبائعين لضمائرهم.. ألا تستلزم كل هذه الاشكاليات والمعضلات التي انتشرت في مجتمعنا ثورة عاجلة علي أنفسنا وأخلاقنا ومجتمعنا من أجل النهوض بإعلاء قيمة الأخلاق وبنائها في مجتمعنا من جديد؟! فمتي نقوم بثورة حقيقية للعودة إلي حسن الخلق والسلوك القويم الذي أمرنا به ربنا سبحانه وتعالي ودعت إليه سنة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم. *** وختاماً: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوي الله وحسن الخلق". صدق رسول الله رواه الترمذي والحاكم