نواصل حديثنا عن التسع نبوءات في التوراة. والست بشارات في الإنجيل عن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم. والتي ذكرها الإمام المجدد محمد ماضي أبو العزائم في كتابه "النجاة في سيرة رسول الله" ص18-45. فنقول وبالله التوفيق: النبوءات الواردة بالتوراة. ولقد ذكر " في التوراة في مواضع شتي تعتبر في غاية القوة والوضوح. فمنها تسع بشارات هي كالآتي: النبوءة الأولي: 1- ما جاء في الإصحاح الثامن عشر من سفر التثنية.. 17- فقال الرب لي نعم جميع ما قالوا. 18- وسوف أقيم لهم نبياً مثلك من وسط إخوتهم وأجعل كلامي في فمه. ويكلمهم بكل شئ آمره به. 19- ومن لم يطع كلامه الذي يتكلم به باسمي فأنا أكون المنتقم من ذلك. 20- فأما النبي الذي يجترئ بالكبرياء ويتكلم في اسمي ما لم آمره بأنه يقوله أو الذي يتكلم باسم آلهة غيري فليقتل. 21- فإن أجبت وقلت في قلبك كيف أستطيع أن أميز الكلام الذي لم يتكلم به الرب. 22- فهذه تكون لك آية أن ما قاله ذلك النبي في اسم الرب ولم يحدث فالرب لم يكن يتكلم به بل ذلك النبي صوره في تعظيم نفسه ولذلك لا تخشاه. وفي قوله: من إخوتهم رد علي النصاري الزاعمين أن الرسول المذكور في التوراة هو المسيح ووجه الرد أن المسيح ليس من إخوتهم بل منهم لأنه من نسل داود. بمثل هذا يرد علي بعض اليهود الزاعمين أن النبي المذكور في التوراة هو يوشع بن نون. هذا ولفظ مثلك في هذا الجزء. فإن هذا النبي لا يجب أن يكون من بني إسرائيل بنص الآية العاشرة من الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر التثنية: "ولم يقم بعد ذلك في بني إسرائيل مثل موسي الذي عرفه الرب وجهاً لوجه". النبوءة الثانية: 2- الآية الحادية والعشرون من الإصحاح الثاني والثلاثين من سفر التثنية: " هم أغاروني بما ليس إلهاً أغاظوني بأباطيلهم فأنا أغيرهم بما ليس شعباً. بأمة غبية أغيظهم" والمراد بالأمة الغبية عرب الجاهلية لأنهم كانوا في غاية الجهل والضلال. وما كان عندهم علم لا من العلوم الشرعية ولا من العلوم العقلية. وما كانوا يعرفون سوي عبادة الأوثان والأصنام وكانوا محقرين عند اليهود لكونهم من أولاد هاجر الجارية. فمقصود الآية أن بني إسرائيل أغاروني بعبادة المعبودات الباطلة. فأغيرهم باصطفاء الذين هم عندهم محقرون وجاهلون. فوفّي بما وعد. فبعث الله في العرب النبي فهداهم إلي الصراط المستقيم كما قال تعالي في سورة الجمعة: "هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين" "الجمعة:2" وللحديث بقية.