للأسف الشديد فإن مساحة الحرية التي منحتها ثورة 25 يناير العظيمة للشعب المصري بعد سنوات طوال من كتم للحريات استغلها البعض في الخروج عن الآداب العامة والأخلاق والمباديء بصورة فجة وكبيرة. أقول هذا بعد أن زادت لهجة الهجوم علي الرئيس محمد مرسي بصورة وقحة لم نعهدها من قبل في كثير من البرامج التي تبثها الفضائيات. أخص بالذكر هنا برنامج ¢ البرنامج ¢ للمهرج باسم يوسف الذي أطلق علي نفسه إعلامي وهو بعيد كل البعد عن الإعلام فهو لا يقدم إعلاما ساخرا أو ناقدا ولكن يقدم برنامجاً مبتزلا تافها هدفه جذب أكبر نسبة من المشاهدين وبالتالي اعلانات أكثر تعود علي قناة cbc بالملايين مع الأخذ في الاعتبار أهداف وميول أصحاب هذه القناة المسيسة التي تسعي بكل ما تملك من أدوات سواء أموال رجال أعمال أو فلول الحزب الوطني المنحل أو موالين للعهد السابق للهجوم علي النظام الحالي او الهجوم علي الإسلام والإسلاميين. هذا الأراجوز الذي ظهر فجأة في الفضائيات وانتقل من قناة لقناة أخري - للي يدفع أكتر - اعتمد في برنامجه علي مبدأ خطير وهو الاستهزاء بالرموز الوطنية وعلي رأسها الدكتور محمد مرسي رئيس الدولة لدرجة أنه خصص حلقة كاملة عن مشروع النهضة والذي حاول أن يقلل من أهميته وتعدي حدود الأدب في الحديث عن صلاة الرئيس كل جمعة في مسجد مختلف وكأن هذا الفعل غريبا عن المسلمين وتكلفة صلاة الرئيس وحراسه وزاد في هزله عندما وصف موكب الرئيس بأنه يأخذك إلي الجنة زي الدستور بالضبط.. لا أستطيع أن أقول علي هذا الهراء إلا أنه تعد وجراة علي الدين. واستفزني أكثر استهزاؤه بالمشايخ والإسلاميين والعلماء ورثة الأنبياء حتي يضحك الناس أكثر وخاصة الكومبارس في الاستديو علي التفاهات التي يقدمها وهو أسلوب رخيص لا يصدر إلا من إنسان خاو غير مثقف فهو لا يعلم أن علماء مصر الأزهر لهم منزلة كبيرة ويقدرهم العالم لكن السفهاء لا يعلمون ذلك ولهذا أقول: ¢اللهم لا تعاقبنا بما فعل السفهاء منا¢. هذه الجرأة الزائدة علي الحد لا أعتبرها حرية رأي أو إعلام حر بل هي قلة أدب لا تصدر إلا من إنسان لا يعرف شيئا عن أدب النقد أو الأدب الساخر.. إنسان ليست لديه أخلاق ولا مباديء بعيد كل البعد عن الإسلام وأخلاق المسلم ¢ المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهي الله عنه¢. هذا المهرج يجب أن لا نمنحه من الكلام والنقد أكثر من حجمه الطبيعي وكان أولي به أن يهتم بمهنته الأساسية الشريفة مهنة الطب ولكنه جري وراء كسب المال السريع بالتفاهات التي يقدمها في برنامجه الفاشل.. ولذلك يجب علي العلماء الأفاضل عدم الرد علي هذا الهراء وأن ينأوا بأنفسهم عن هذا العبث أو الوقوع مع هذا المهرج في جدال عقيم . ولكن في نفس الوقت يجب أن لا نسكت علي هذا الاسفاف والتطاول والبذاءات التي تخرج من أفواه هؤلاء حتي يستقيم الذوق العام وتعود المباديء والقيم الإنسانية العظيمة ويتم تطهير الإعلام.