في الوقت الذي يغرق فيه العرب والمسلمون في خلافات ومشكلات وجدل عقيم حول قضايا لا طائل من ورائها. نجد العالم يفكر نحو الصعود إلي آفاق جديدة. والوصول إلي نقاط لم يصلها الإنسان العادي من قبل. وهو ما تحقق في القفزة الخطيرة التي قام بها المغامر النمساوي وبدلاً من أن نشغل أنفسنا بها ونخضعها للدراسة والتحليل انغمسنا في السخرية منها وتأليف النكات عليها. وقد واجه المغامر النمساوي "فيلكس بومجارتنر" الذي استطاع القفز من الفضاء في مغامرة غير مسبوقة أربعة تحديات خطيرة جداً كانت كفيلة بالقضاء عليه وعلي فكرته الجريئة. التحدي الأول الذي واجه المغامر النمساوي هو اختراق الغلاف الجوي بسرعة الصوت بجسده وليس عن طريق مركبة فضائية وهو أمر محفوف بالخطورة وكفيل بتعريض جسده للاحتراق. أما التحدي الثاني الخطير الذي واجه بومجارتنر وهو ضابط سابق بسلاح المظلات النمساوي واحد أشهر القافزين بالباراشوت في العالم هو عدم قدرته علي العودة إلي الأرض والضياع في الفضاء. أما التحدي الثالث فهو سخونة دمه إلي درجة الغليان ووفاته أثناء القفز. أما التحدي الرابع فهو الخوف من تجمده حيث أعرب القافز عن إحساسه بالبرد الشديد وهو ما كاد يؤدي إلي إلغاء العملية نهائياً. الصحف البريطانية ذكرت أن أسرة المغامر النمساوي ظلت تبكي طوال فترة الرحلة وحتي وصوله إلي الأرض سالماً حيث أن الارتفاع الذي وصل إليه غير مسبوق ويعادل أربعة أضعاف ارتفاع الطائرة. كان الرقم القياسي السابق في القفز بالباراشوت قد سجله "جوي كتينجر" والذي قفز من ارتفاع 5.19 ميل فقط. وسجل هذا الرقم عام .1960 والسؤال الذي يفرض نفسه الآن.. هل من الممكن أن يكسر إنسان حاجز الصوت في سقوط حر؟ الإجابة علي السؤال حاول موقع العلوم الحقيقية أن يعرضها فقال في الأول لنفهم ما هو حاجز الصوت؟ المعني العلمي بسيط. فهو يعني اللحاق بالموجة الصوتية الموجودة في الهواء وتجاوزها. لكن سرعة الصوت تتأثر بدرجة الحرارة والضغط والارتفاع عن مستوي سطح البحر كما بينها نيوتن في كتابه الشهير "المبادئ". ولذلك فإن سرعة الصوت في الظروف الاعتيادية - درجة الحرارة والضغط والارتفاع عن مستوي سطح البحر - تساوي 760 ميلا في الساعة. لكن كيف ستكون سرعته في الأماكن المرتفعة جداً؟ بالتأكيد ستصبح أقل. والسبب كما قلت قبل قليل أنه يتأثر بالحرارة والضغط. وكما هو معروف فإن درجة الحرارة في الأماكن المرتفعة جداً تكون قليلة جداً. وكثافة الهواء كذلك قليلة جداً. وهذه النسبة القليلة من هذين العاملين يأثران علي سرعة الصوت عند ذلك الارتفاع. ولها تأثير آخر سنعرفه بعد قليل. عند هذا الارتفاع يحتاج فيلكس إلي تعجيل سرعته من حالة السكون في الكبسولة "السرعة 1⁄2 صفر" إلي سرعة الصوت عند ذلك الارتفاع "السرعة 1⁄2 690". نلاحظ هنا أن سرعة الصوت عند ذلك الارتفاع أقل بكثير منها علي سطح الأرض للأسباب الموضحة سابقاً. وايضا بينت نفس الحسابات بأنه قد يصل إلي هذه السرعة في 40 ثانية أو أقل. لذلك يجب أن يكون القفز من مكان مرتفع جداً من سطح الأرض. يصل إلي أكثر من 100 ألف قدم. وما حصل في التجربة هو أنه قفز من 128 ألف قدم. وهذا ما لقبوه أصحاب التجربة بالهدف الأول. وهو التعجيل إلي سرعة الصوت. الاشكاليات التي كانت متوقعة: 1- درجة الحرارة المنخفضة عند ذلك الارتفاع. 2- الاوكسجين القليل للتنفس. 3- حركته بعد القفز ستصبح صعبة. فقد لا يتمكن من السيطرة عليها أو علي طريقة الهبوط. 4- ضغط الهواء منخفض جداً. فقد يؤثر عليه سلبياً.