من الأمثال العربية المعروفة أن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة. وليس معني هذا البطء في اتخاذ الأسباب للإنتاج والإكثار من العطاء وإنما معناه أن يأخذ الإنسان بالأسباب مهما يطل مداها. فالأخذ بالأسباب يعني الوصول إلي نتائج سليمة ونافعة لكل من ينشدها وهذه الأمثال ومنها المثل الذي بين أيدينا تشكل سلوك الأمم والشعوب. وهذا السلوك يعني اتقان العمل في غير تفريط لجانب من جوانبه. وهو يعني في البداية والنهاية اتقان العمل علي نحو يربي الخبرة ويحسن من النتائج. وليس معناه إهمال الأمر أو التفريط في اتقانه وتحسينه. والأمثال في اللغة العربية معين بعيد الخور للحصول علي أحسن النتائج وأبعدها أثراً وأقواها في صنع المستقبل. وقد ورد في القرآن الكريم كثير من الأمثال التي يضربها للناس ليراعوا قائدتها في أعمالهم ونشاطهم الذين يبنون به حياتهم فقال: "وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يعقلون". وهذا يدلنا علي أن ضرب الأمثال له أثر إيجابي في تحسين الحياة وإيجابياتها. وهذا يدلنا علي طريق تحسين حياتنا وجعلها في صورة شيقة تنتج الخير لأصحابها. وما أكثر ما نحتاج إليه من ضرب الأمثال ونحن نسير علي طريق الحياة مسترشدين بآيات القرآن الكريم التي يضرب الله بها الأمثال للناس. وكلما استرشدنا بعطاء القرآن الكريم وبخاصة في ضرب الأمثال كلما تقدمت بنا الحياة وأعطت نتائج طيبة. والطريقة التربوية الحديثة تعني بضرب الأمثال في الناشئة حتي يفيدوا منها في سلوكهم وحياتهم وبناء مستقبلهم. والأمثال عظيمة الفائدة في مدلولتها وفي عطائها لنشاط الإنسان واستمرار تقدمه في الحياة. ولكن علينا أن نفرق بين الأمثال التي تهدي والأمثال التي تضلل. وكلما كان انحيازنا واهتداؤنا بالأمثال التي تهدي كان نجاحنا في الحياة» لذلك يجب أن نفقه الأمثال وما ترشد إليه في التأمل وتنظيم مسيرة الحياة. والأمثال كثيرة في القرآن الكريم يضربها الله للمؤمنين لتكون لهم مصابيح هادية ذات ضياء ينير الطريق ويكشف العثرات حتي يتجاوزها السائرون فيصلوا إلي أهدافهم في غير مشقة ولا عنت. وكلما اهتدي الناس بالأمثال كلما كان وصولهم إلي أهدافهم إيجابي ومنتج ولذلك يجب الحرص علي ضرب الأمثال للناس في مسيرة الحياة وبخاصة الناشئة الذي يتلقون دروسهم الأولي في مدرسة الحياة.