أدعو الرئيس المنتخب. الدكتور محمد مرسي. إلي فتح صفحة جديدة مع مصر. عنوانها التسامح والتصالح مع كل مصري. ممن أيده أو لم يؤيده. وقد أعلنت يا سيادة الرئيس ذلك من قبل فأحسنت. إلا أن أهل مصر ينتظرون منك تطبيقاً عملياً لمبدأ التسامح والتصالح والعفو العام عن كل من لم يوافقك وعارضك. لا يجوز أن نخون أو نشككك في المعارضين. فهم كلهم إخواننا وأبناؤنا. هم أهل مصر. وكل مصري يعيش علي هذه الأرض له حق عليك وأنت لك حق عليه بعد أن صرت رئيس البلاد. أنت يا سيادة الرئيس مسئول عن كل مصري. مسلم أو قبطي. يعيش علي أرضها. لا إخوان ولا حرية وعدالة ولا أي أحزاب. أنت مسئول عن كل مصري. فلا يستطيع الإخوان أو السلفيون أو الليبراليون أو أي فصيل سياسي أن يحمل مصر فوق عاتقه وحده. لذا أدعو للعمل وأدعو للتصالح. لا نريد انتقاماً أو تشفياً. بل نريد عملاً وبناءً. لا نريد أن تسقط الأشلاء أو تسقط قطرة دم واحدة علي أرض مصر. وإنني أري أنه علي الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية أن يبدأ في اختيار معاونيه من الكفاءات المتخصصة. بعيداً عن أية انتماءات سياسية. بل ابدأ من الآن يا سيادة الرئيس في اختيار الكفاءات والبطانة الصالحة من أهل التخصص في السياسة والاقتصاد والإعلام والتعليم وغير ذلك. فضلاً عن أهل العلم من علماء الأزهر وغيره. وقدم الأكفاء من أهل مصر. كلا في تخصصه. بعيداً عن انتماءاتهم وأحزابهم وجماعاتهم. ولتسمح لي يا سيادة الرئيس أن أؤكد لك أنها ستكون خيانة أن تختار رجلاً من حزبك أو جماعتك غير كفء. فمصر مليئة بالمواهب والطاقات والكفاءات. فلا يمكن أن نتجاهل الشباب ولا يمكن الاستغناء عن الكبار من أهل الخبرة. لأن الأمة التي تستغني عن كبارها يكتب لها الفشل. والأمة التي تستغني عن شبابها يكتب لها الضعف والهوان. إنني أدعوك يا رئيس الجمهورية يا من حمله الله المسئولية واختاره شعبه عبر انتخابات ديمقراطية مشهودة عالميا إلي إقامة دولة العدل فمصر لن تقام بالظلم. بل ما زلزل مصر هو الظلم. إن الله حرمه ويكرهه ونحن نريد أن تنعم بلادنا بالعدل. إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة. فبالعدل نستطيع ان نتخطي الصعاب ونصنع مع كل ابناء وطننا الامجاد. وبالعدل سيقام الحق وتنقشع الغمة عن الامة ويبرز الامل. وبالعدل سنحسن توزيع ثرواتنا واستثمار طاقاتنا واستنفار جهود المخلصين من أبنائنا فالعدل يحب العدل والعدل أساس الملك . إن إسلامنا يحرم علينا أن نكره أحداً علي الدخول في ديننا بعد الدعوة بالبلاغ والحكمة والموعظة الحسنة. وإن كان الإسلام يحرم ذلك فهل يجوز أن نكره الآخرين علي اعتناق أفكارنا وأطروحاتنا. لذا فعلي المسلمين أن يؤمنوا أهل الذمة. فلابد أن يطمئن النصاري في مصر ويطمئن الليبراليون والعلمانيون ومن يخالفوننا في الرأي. فمصر تحتاج أن نطوي صفحة التخوين والتشكيك والإساءة. والله لن نقبل أبداً أن يظلم نصراني يعيش علي أرض مصر التي هي ملك للمسلمين والأقباط الذين يعيشون علي أرضها. وعليك يا رئيس مصر أن تبعث برسائل الطمأنة التي تجمع القلوب من حولك وتحول دون ترويج الشائعات وخرق الصف الوطني. أدعوك بسمتك الطيب وسماحة الاسلام التي تجمعنا ان تري اقباط مصر كيف هي وطية رسولنا الكريم لنا فيهم وكيف أنهم سينعمون في ظل الاسلام بما لم يشعروا به من قبل من اطمئنان وأمن وسماحة . أدعوك يا رئيس الجمهورية المنتخب يا من وليت أمر أمتنا إلي الاهتمام بالفقراء وبالمهمشين وأطفال الشوارع وأصحاب العشوائيات. فمنهم من لا يجد المأوي ولاالمأكل ولا الملاذ الآمن ولا من يدفع عنه برد الشتاء القارس ولا حرارة الشمس الحارقة. هؤلاء ان تمت رعايتهم بحق وتمت كفايتهم لاستطعت أن توظف طاقاتهم المعطلة وآمالهم المسلوبة في بناء مصر بدلا من أن كانوا في السابق معولا يهدد أمن واستقرار الامة كلها وكلما تحدثوا عنهم قالوا انهم قنابل موقوتة وما لبثت أن انفجرت في وجوههم وما احوجنا لرعايتهم والمجتمع يحتاج إليهم اكثر مما يحتاجون هم إليه . وأختم بكلمة أوجهها إلي الشباب الملتزم.. أدعوكم إلي العمل وعدم الشعور بالقوة لأنكم مطالبون بأن تروا أهل مصر والعالم أجمع من هم أبناء الإسلام الذين ينتمون إلي الفكرة الاسلامية ويدافعون عنها ويضحون لأجلها بالغالي والنفيس.. أروا العالم منكم خيرا وعضوا علي الالتزام بكل ما تملكون من قوة وإياكم ورؤية النفس والبطش بالمستضعفين والخيلاء في الدعوة والشعور بنشوة فارغة بالانتصار والتراخي وعدم العمل المنجز الذي يطرح حقيقة اسلامنا للعالم المتربص بنا والذي يراقبنا ويراقب تجربتنا الديمقراطية الحديثة عن كسب ومنهم من يتمني لنا النجاح والتوفيق ومنهم من يتمني بشيطانه لنا الفشل. لكن كل هذا لا يمكن أن تقوم له قائمة دون أن يعاون الإعلاميون هذه التجربة ويتحملوا أمانتهم ويجب أن يتبنوا خلال المرحلة القادمة إعلام الإنارة وليس إعلام الإثارة حتي يكون إعلام البناء والنهضة.