لا حديث داخل وخارج الفاتيكان.. إلا عن ممارسة البابا فرنسيس لطقوس طرد الأرواح الشريرة؟ ورغم أن الكنيسة الكاثوليكية.. سارعت بنفي الخبر.. إلا أنه أثار العديد من التساؤلات.. خاصة بعد أن رأي الملايين داخل إيطاليا وحول العالم.. البابا وهو يضع يديه علي رأس طفل علي كرسي متحرك في ميدان سانت بطرس الشهير.. خلال الاحتفال بعيد قداس العنصرة.. وصلي بتركيز شديد.. بعدها انتفض الطفل المريض.. وفتح فمه؟! وعلي الفور.. تناقلت وسائل الإعلام الإيطالية.. ما حدث وقالت إن الحبر الأعظم البابا فرنسيس بدأ في ممارسة طقوس طرد الأرواح الشريرة مبكرا بعد فترة قصيرة جدا علي جلوسه علي كرسي البابوية.. بينما سارع المتحدث باسم الفاتيكان ليؤكد أن البابا لم يمارس أي طقوس لطرد أي أرواح.. ولكنه كان يفعل ما يفعله عادة في مثل هذه الأحوال، وعندما يلتقي بأحد المرضي، أو الذين يعانون.. إنه ببساطة يصلي.. في حين.. قالت قناة TV2000 وهي قناة أساقفة إيطاليا.. والتي أذاعت وبثت صورا لما حدث.. صوتا وصورة.. أن البابا فرنسيس مارس بالفعل طرد الأرواح الشريرة من جسد الشاب المقعد، وبعدها نفت نفس القناة علي لسان مديرها ما تم نشره.. بعد ضغوط من رجال الدين الكاثوليك.. أما في ساحة الفاتيكان.. فقد اختلفت الآراء حول ما حدث.. فقد رأي البعض أن طرد الأرواح الشريرة هو عمل من الأعمال الجنونية.. وأكد بعضهم أنهم لا يؤمنون بذلك.. ورأي آخرون أن ما فعله البابا هو صميم عمله كرجل دين يقاوم الشر.. والأرواح الخبيثة. وذهب بعض الكاثوليك إلي أن البابا فرنسيس الأرجنتيني الأصل يقضي أوقاتا طويلة مع المرض وذوي الاحتياجات الخاصة، ويتحدث ويصلي معهم.. وذلك بعد انتخابه منذ شهر مارس الماضي فقط. والموضوع ليس جديدا.. علي الأقل في إيطاليا.. فقد سبق أن أنشأت أسقفية ميلانو الكاثوليكية خطا ساخنا لطرد الأرواح الشريرة.. بل وضاعفت من أعداد الكهنة الذين يقرأون التعاويذ الدينية ويطردون الأرواح الشريرة.. وبلغ عددهم نحو 21 بدلا من ستة. وقامت الأسقفية بنشر أسمائهم وأرقام هواتفهم المحمولة.. للتعامل مع الحالات المعروضة عليهم!! وارتفع الطلب كثيرا علي الأسقفية.. ومن كل الطوائف المسيحية داخل ايطاليا وخارجها. حسب المدرسة الكاثوليكية.. فإن رئيس الكهنة مخول بإعطاء سلطات طرد الأرواح الشريرة أو المس.. أو مباركة عملية طرد هذه الأرواح، وبذلك فإن باستطاعة رأس الكنيسة البابا فرنسيس أن يقوم هو أيضا بطرد هذه الأرواح. كما أن هذه الطقوس بقصد طرد »الشيطان« أو الأرواح الشريرة من داخل الأشخاص الذين يتملكهم، هي طقوس تعود لعصور قديمة جدا، حتي قبل بدء الديانات المعترف بها عالميا، وقد مارست العديد من الثقافات هذه الطقوس ومازالت الكنيسة الكاثوليكية، تعتقد في إمكانية طرد الأرواح الشريرة حتي اليوم. وهي طقوس في ديانات أخري لطرد المس الشيطاني، ومنها الإسلام وفي الهندوسية أيضا والتي تخص الهندوس في شبه القارة الهندية، وحول العالم. أما ما فعله البابا فرنسيس، فهو بحسب خبير أمريكي وهو الأسقف توماس بايروكي، وهو متخصص في طقوس طرد الأرواح الشريرة، لم يكن إلا مباركة للطفل المقعد، رغم أنه عندما ربت البابا علي رأسه.. تحولت ملامحه تماما وجف جسده كله، وفتح فمه فجأة. ولكن.. الطقوس كما يري.. تستغرق وقتا أطول وما بين 02 03دقيقة علي الأقل.. فيها يتم تلاوة الصلوات وبعض آيات من الكتاب المقدس.. واستخدام بعض الأدوات وعلي رأسها: الماء المقدس.. وهو ما لم يفعله البابا. ❊ ولكن ماذا يعني كل هذا الجدل.. حول ما فعله البابا فرنسيس؟ يعني.. عدة أشياء.. أولها: زيادة الجدل حول البابا ذاته.. منذ جلوسه علي كرسي البابوية لأكبر طائفة مسيحية في العالم.. في مارس الماضي.. وقد سبق أن انتقد البعض طريقة حديثه.. أو جلوسه أو حتي ملابسه التي يرتديها في المناسبات الدينية المختلفة داخل الفاتيكان. وثانيها: أن البعض ممن ينتسبون للطائفة الكاثوليكية حول العالم.. لا يؤمنون بمثل هذه الطقوس.. والتي يرونها نوعا من التخلف في هذا العصر.. ومصدرا للنقد من قبل الطوائف المسيحية الأخري.. والديانات غير المسيحية.. كما أنها في نظرهم.. ضرب من الخزعبلات الدينية الآن. وآخرها: أن ذلك معروف داخل الكنيسة.. وقد سبق أن عقد مؤتمر في ولاية إلينوي الأمريكية وداخل الكنيسة الكاثوليكية بها.. لطرد الأرواح الشريرة.. شارك فيه 011 من الكهنة والأساقفة.. وتعتمد الطريقة المتبعة علي الصلاة التي يتلوها الكاهن والماء المقدس والصليب.. وتلاقي إقبالا شديدا من الأمريكيين علي كافة مذاهبهم ومن ديانات أخري.. لعلاجهم من الضغوط النفسية والعصبية التي فشل الطب في علاجها؟!