تم مؤخرا إطلاق أحدث تقرير عن التنمية البشرية في مصر، الذي يركز علي قضية حيوية وهي الشباب.. هذا التقرير المهم الذي جاء تحت عنوان »شباب مصر : بناة مستقبلنا«، يشمل دراسات متكاملة عن الشباب المصري تطلعاته، طموحاته، الفرص المتاحة له، والتحديات التي تواجهه، خاصة أن التقرير يشير إلي أنه ولأول مرة في تاريخ مصر، يشكل الشباب شريحة كبيرة في الهرم السكاني بالقياس إلي شريحتي الأطفال والمسنين، ويمثلون ربع سكان مصر، والمتوقع أن تستمر هذه الظاهرة خلال الثلاثين سنة القادمة حتي عام 2045.. وهذه ميزة تتمتع بها مصر. ورصد التقرير الذي أشرف علي إعداده معهد التخطيط القومي، ووزارة التنمية الاقتصادية بدعم من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، العديد من المعوقات التي تواجه الشباب في مقدمتها، ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب خاصة بالنسبة لمن يطرقون سوق العمل لأول مرة، خاصة مع وجود فجوة بين مخرجات التعليم، ومتطلبات سوق العمل، الأمر الذي يجعل من قضية التدريب، في مقدمة الأولويات لتأهيل الشباب للالتحاق بسوق العمل، وهذا يزيد فرص إمكانية دمج مصر في الاقتصاد العالمي، والاستفادة من قوة العمل الشابة وسريعة النمو واستغلالها في كافة القطاعات التقليدية والحديثة.. فالشباب المصري قوة دفع هائلة لتحقيق التقدم والتنمية، فهم مستعدون للقيام بمبادرات جديدة كرواد أعمال، يتمتعون بمهارات عالية تمكنهم من الحصول علي وظائف أفضل، والمشاركة في المجتمع وفي القرارات والبرامج السياسية.. فالشباب المصري مثل كل الشباب في العالم يتطلعون إلي خوض حياة مثمرة وحافلة، وإلي بناء أسرة وإلي المشاركة بدرجة أكبر في الساحة القومية والعالمية.. وقضايا الشباب تحتاج إلي وضع استراتيجية شاملة علي مستوي السياسات والبرامج بهدف خلق مناخ يسمح للشباب المصري وللموارد البشرية الوفيرة أن تساهم بصورة أفضل في التنمية!