من خلال رصد ومتابعة حجم المشاكل المزمنة التي يعاني منها الشعب المصري حاليا، من زحام وتكدس، وانحسار وتآكل للرقعة الزراعية، وأزمات في المرور وارتفاع في أسعار السلع والخدمات، وتدني الدخول وانتشار الفقر والعشوائيات.. هذا كله يرجع بالأساس إلي غياب التخطيط والإدارة الحديثة والأسلوب العلمي في مواجهة المشاكل.. فالشعب المصري الذي يتزايد تعداده سنة وراء أخري مازال يعيش علي مساحة أقل من 6٪ من المساحة الكلية لمصر.. فالمصريون مرتبطون بنهر النيل.. ولم تبذل الحكومات المتعاقبة جهودا ملموسة للخروج من الوادي الضيق إلي آفاق جديدة، والنتيجة هذا التكدس والزحام والاختناق والأزمات. وهناك العديد من المقترحات للخروج من الوادي الضيق إلي آفاق جديدة ورحبة.. يفرضها واقع الزيادة السكانية المتفاقمة.. ولعل مشروع ممر التنمية الذي اقترحه العالم المصري الدكتور فاروق الباز، أحد المشروعات المهمة الذي يفتح آفاقا للتنمية واستغلال مساحات وموارد وإمكانيات.. والخروج من هذا التكدس والزحام، وإضافة طاقات جديدة، وإمكانية التوسع الأفقي، بما يحافظ علي الرقعة الزراعية، ويضيف مساحات جديدة للتوسعات العمرانية والزراعية.. هذا المشروع المهم والذي أفاضت في الحديث عنه مختلف وسائل الإعلام في بداية ثورة 25يناير.. يتعين أن يعود إلي دائرة الاهتمام خاصة أن هناك العديد من الدراسات التي قام بها خبراء ومتخصصون لتقييم هذا المشروع وبحث فرص وإمكانات تنفيذه.. هذه الدراسات يمكن الرجوع إليها والاسترشاد بها. هناك أيضا العديد من الدراسات التي تتناول تنفيذ مشروعات وتوسعات في شرق بورسعيد، والاستغلال الأمثل للمجري الملاحي لقناة السويس وتحويل منطقة القناة إلي منطقة استثمارية وتخزينية تحقق قيمة مضافة للاقتصاد المصري.. إلي جانب الدراسات التي تناولت تنمية وتعمير سيناء بما فيها من إمكانات متنوعة.. فقط علينا أن نبدأ.