هو نبتة أصيلة من التربة المصرية الثرية العفية.. هو زهرة جميلة من البستان الصداح الفواح هو شجرة مثمرة جذورها ضاربة في الأعماق وفروعها سامقة في الأعالي، هو جواد عربي نادر الوجود متخطي السدود.. هو راسم البسمة علي الشفاه الظامئة.. هو صانع البهجة للنفوس الحائرة.. هو صاحب الفرحة للوجوه العابسة.. هو الفرعون المصري الصغير الذي تخطي الحدود المحلية.. وتجاوز النطاقات الإقليمية.. وانطلق نحو الآفاق العالمية.. هو ابن قرية نجريج مركز بسيون محافظة الغربية الذي أصبح قدوة لكل الشباب العربي.. وبات أسوة لكل الطامحين والساعين لإثبات ذواتهم وتحقيق أحلامهم.. هو الشاب الصالح الفالح المخلص لمصريته المنتمي لعروبته المؤمن بربه الواثق من نفسه. محمد صلاح لاعب نادي ليفربول الإنجليزي الحالي والمتربع علي القمة بين كل أقرانه العالميين حصدا للألقاب وتحقيقاً للأرقام القياسية في المراكز والمواقع والكئوس هو أحد الشباب المجتهد الذي آمن بقدراته ووثق في إمكاناته وتفاني في بلوغ غاياته ورسم بدقة خطواته وانتقي بعناية دروبه وطرقاته.. لعب صلاح ككل أقرانه في قريته وساعدته موهبته العميقة علي الالتحاق وهو في سن مبكرة بنادي اتحاد بسيون ثم انتقل منه لنادي عثماسون ولم يمض به سوي عدة شهور ليلتحق بقلعة المقاولون الرياضية ولتعتني به أيادٍ واعية وعقول رائعة وقلوب حانية وترعي موهبته وتوفر له المناخ المستقر والأجواء الطيبة ليركز في تنمية وتعلية مهاراته وصقل وتعميق قدراته.. وواتته الفرصة للانطلاق نحو العالمية عندما تلقي المقاولون عرضا لاحتراف نجميه الصاعدين محمد صلاح ومحمد النني بنادي بازل السويسري لم يضع المسئولون بالجبل الأخضر الفرصة وتمسكوا بها واغتنموها وقدموا كل التسهيلات والتيسيرات لإتمام التعاقد بل لعل المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الإدارة حينئذ قام بتفويض المهندس شريف حبيب المشرف علي الكرة بالقيام بكافة الخطوات واتخاذ كل الإجراءات لتهيئة المناخ الصالح وتوفير كل سبل الإعاشة والإقامة للاعبين هناك.. وليس غريباً أن يقوم المهندس حبيب بعدة رحلات لسويسرا للتفاوض مع المسئولين ببازل بل والتنازل عن الحصول علي أي مستحقات مادية لحين تأكدهم من صلاحية اللاعبين تماماً.. وبدأ المشوار مع صلاح صاحب الموهبة الأعمق والمهارة الأفضل والمتحلي بالصبر والجلد والقادر علي الصمود ومواجهة الصعاب وتخطي العقبات.. وتمت إعارة الشاب المصري المخلص من بازل لتشيلسي ليواجه عنت وعسف المتغطرس البرتغالي مورينيو فيفر منه إلي إيطاليا وينضم لنادي فورنتينا ومنه لروما حيث يتولاه المدير الفني صاحب الخبرة والدراية الفنية العالية سباليتي وينقح ويصحح قدراته ويدفعه للتألق في الدوري الإيطالي وتقع أعين الخبير الألماني يورجن كلوب الذي يتولي تدريب نادي ليفربول الإنجليزي ويطالب بالإسراع بالتعاقد معه واستقدامه مرة أخري للدوري الإنجليزي القوي.. ومع كلوب جاءت الطفرة وفي ليفربول تمت الوثبة واحتل الفرعون الصغير المكانة الأفضل بين كل المهاجمين متفوقاً علي النجم الأثير هاري كين وتربع ليس علي منصات التتويج وقوائم التكريم كأفضل مهاجم أفريقي وعربي وعالمي وينافس علي الأفضل بالعالم مزيحاً من طريقه أفذاذاً أمثال ميسي الأرجنتيني وكوتينيو البرازيلي ومبابي الفرنسي.. ورغم أن الفرعون المصري يواجه بعض العنت في مسيرته حالياً نتيجة الغيرة التي يشعر بها بعض الأقران وكذلك قلة الاحترافية عند أعضاء مجلس إدارة الاتحاد المصري للكرة غير أن إيمانه العميق بربه وثقته الشديدة بنفسه وقدراته الخارقة وموهبته الصادقة وصلابته الفطرية ستمكنه بإذن الله من تخطي كل الصعاب وتجاوز كل العقبات.