بعد »تذكرة إلي القدس»، »أخي عرفات»، »رسائل من اليرموك»... وقائمة طويلة من الأفلام والأعمال السينمائية، حدثنا المخرج الفلسطيني رشيد المشهراوي من فرنسا، ممثل فلسطين في الاتحاد العام للفنانين العرب، وعضو مجلس مؤسسة ياسر عرفات، عقب تصريحات ترامب عن القدس، خصوصًا أن سينما مشهراوي تتحدث عن حلم الهجرة والتعلق بتراب فلسطين.. فماذا قال عن الإفلام التي تناولت قضية القدس؟. • هل هناك أفلام تعبر عن واقع القدس؟ - هناك أفلام استطاعت أن تغير من واقع القدس علي الأرض بشكل ملموس مثل فيلم خلف الأسوار وهو من أفلامي ينقل حالة الشعب الفلسطيني الذي كان في أشد الحاجة إلي المساعدات والملابس أو الأطعمة وأدوية أو ترميم بيوت فقامت جهات وتحركت بسبب الفيلم ورممت البيوت وتبنت شخصيات للتعلم من شخصيات الفيلم وهذا شيء علي أرض الواقع. ما المغزي من وراء عمل أفلام عن القدس؟ - هي تأكيد لملكيتنا للقدس، وعمل أفلام عن القدس ليس معناها أنها مجرد أفلام للترفيه ولكننا بنأكد ملكيتنا وحقنا في هذه الأرض المقدسة وبنعمل أفلام عن الأراضي الفلسطينية وعن مناطقنا وعن حياتنا مثل فيلم الضفة الغربية وفيلم أيام طويلة في غزة أو فيلم تذكرة إلي القدس، فهي تجسد الواقع فالقدس ليست مجرد أرضاً أو جغرافيا لكنها تعني الإنسانية. ما أهم الأفلام التي تحاكي واقع القدس؟ أنا أقدم أفلاما عن حياتنا الفلسطينية بما فيها القدس وأنا رأيي هذا يمكن الأهم أنه نحن الفلسطينيين مقصرون تجاه القدس من قبل قرار ترامب وهذا أيضا مهد العلاقة وأيضا تأهيل أنه يجرّأ أي شخص أن يعلن أن القدس عاصمة إسرائيل وأن ينقل السفارة الأمريكية فيها، كان يجب علينا نحن الفلسطينيين أن نكون فيها، وكان يجب أن نحيي مؤسساتها ولكن لم نحي أي شيء، كل ما فعلناه هربنا للعمل في رام الله وصار الناس تذهب للعمل أو للشراء من رام الله وليس العكس واللي المفروض يكون العكس نكون فيها نكون مع ناسها، نعمل فيها وليست في المواسم، إحنا لازم نكون فعلا وليس ردة فعل» إحنا تعاملنا مع القدس كرد فعل المفروض نروح نرمم بيوتها ونبني مدارس وندخلها ضمن النسيج الفلسطيني ولكن إحنا نقلنا الحياة الثقافية والسياسية والتطوير والبناء والترميم كله في الضفة الغربية وأكثرها في رام الله وصارت شبه عاصمة مؤقتة وعاصمة ثقافية. المفروض نلوم أنفسنا من الانقسام الفلسطيني، هذا الانقسام جعله يتجرأ بالتطاول علينا لأنه ليس عندنا خطاب سياسي موحد ولا رؤية موحدة نحن منقسمون نحن سهل أن يتطاول علينا، هذا القرار الاستفزازي من ترامب يمكن عمل شيء أنه حرك القضية الفلسطينية ووضع مشكلة القدس الآن في الواجهة، وسمي الأشياء بأسمائها لأنها هذه سياسة أمريكا تاريخيا وترامب وقف الكذب الأمريكي الذي ظل سبعين سنة وأظهر الوجه الحقيقي لأمريكا وسقط القناع الآن وترامب أظهر الوجه الحقيقي تجاه الفلسطينيين وتجاه العرب وتجاه العالم الإسلامي وأنا لست مع القرار ولكن لماذا لا نسمي الاشياء بأسمائها لماذا نعيش كذبة؟.. هل الأفلام اللي تكلمت عن القدس أبرزت قضية القدس أم كانت سطحية؟ - أعتقد أن معظمها كانت سطحية ولكن هذا لا يلغي النوايا الحسنة والوطنية لصانعيها لأنه يمكن الدوافع والنوايا الحسنة لصانعيها لعمل شيء لفلسطين أو القدس هذا موجود يمكن يرجع هذا لقلة المعرفة ونقص المعلومات أو قلة التعايش مع التفاصيل الصغيرة للحياة في القدس ولكن هذا سينمائيا مهم، ولم يكن موجودا فأنا في كل أفلامي عن القدس أمشي في شوارعها وأعيش هناك وأتعامل مع البائعين وأدخل البيوت وأدخل المسجد الأقصي وأصور داخله وكنيسة القيامة أيضا وأعيش مع الناس وآكل في بيوتهم وهذه هي بيوتنا والقدس يعني نحن وليست هم، لكن أقول عن صانعي هذه الأفلام أن نواياهم حسنة جدا ولكن معظمها كانت سطحية. ما الفيلم الذي حاول أن يبرز قضية القدس؟ - فيلم للمخرج ريدلي سكوت اسمه مملكة السماء نقدر نقول إن أجزاء معينة من الفيلم تحدثت عن القضية وكان المهم في الفيلم أن الطرح ليس فلسطينيا أو عربيا ولكن أمريكيا وأنا أعتقد أنه انحاز لفلسطين ضد إسرائيل لأن هذا واقع مش متوقع لأن الحقائق كما هي، وأيضا ممكن يتهم بالتجاوزات وبالشعارات لأنه ليس فلسطينياً أو لأنه عربي أو لأنه مسلم ولكن عندما يأتي شخص ليس مطلوبا منه أو ليس مرغما ويقوم بهذه الخطوة هذه يكون صداها أكبر بالعالم. هل يمكن للسينمائيين أن يغيروا شيئا علي أرض الواقع؟ - أنا أريد أن أحس أو أشعر بنتائج ملموسة علي أرض الواقع، ولكن ليس بالسرعة المطلوب التغيير فيها.. ممكن خلال سنوات يصنعون أشياء أو مشاريع أو يوجهون أشياء معينة باتجاه معين والسينما ليست لها نتائج آلية أو مباشرة، السياسيون هم من باستطاعتهم القيام بقرار ويكون عندهم رد فعل سريع، وبعد انتهاء القرار تتغير أشياء علي الأرض .. السينما مردودها مؤجل، إحنا عملنا وطن فلسطيني بالسينما عملنا وطن له شكل وله هوية وله لغة وله موسيقي وله جغرافيا وداخل فيه التاريخ الروائي والوثائقي، وأيضا هناك أناس لم يأتوا إلي فلسطين ولكن يعرفونها عبر السينما والموسيقي والصور والروايات، السينما شيء صعب جدا لا يصنعها السياسيون ولا يقدرون أن يصنعوها بالعالم، السينما كانت أهم من السياسة لتجسيد الدولة.. فلسطين موجودة في السينما وليست موجودة علي الواقع مثل فيلم »كتابة علي الثلج» كله نقد ذاتي ولا يلغي دور الاحتلال إنه يحتل حياتنا ويدمرها وحتي لو كان هناك عملاء فلسطينيون يشتغلون مع الاحتلال فهذا إبراز الاحتلال لأنه لو لم يكن احتلال فنحن لسنا بحاجة ليكونوا عملاء وكله إفراز الاحتلال بمعني أن المواطنين الأبطال وحتي العملاء كلهم ضحايا الاحتلال لأنه إن لم يكن هناك احتلال لم يكن العملاء لهم وجود. هل أصبح قرار ترامب واقعا في القدس الآن؟ - لن يصبح قرار ترامب واقعا علي العرب كله وهذا سيكون مجرد كلام علي ورق لأنه طالما الفلسطينيون لم يعترفوا بالخطاب فهذا يعني المقاومة والثورة مستمرة، هم يقررون ما يريدون لكن القدس أكبر من قرار ترامب أو »من نقل الصبارة اللي بيننا» وهي كناية عن نقل شيء من مكان لمكان وترامب يقرر ويفكر ويعتقد كما يريد وهو حر فيما يعتقده، وأنا كفلسطيني ابن البلد بقدر أعتقد وأفكر كما أريد مثلما يقول ترامب »القدس عاصمة إسرائيل» نقول نحن الفلسطينيين»القدس عاصمة فلسطين».