جلسة طارئة عقدها مجلس النواب هي الثانية من نوعها خلال العقدين الماضيين حيث كانت آخر جلسة طارئة للبرلمان حينما تمت دعوة مجلس الشعب في فبراير 2012 لمناقشة ملابسات مقتل 74 مشجعا عقب مباراة لكرة القدم في مدينة بورسعيد ولم يسبقها جلسات طارئة منذ ما قبل برلمان 2000. وكان الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب قد قرر دعوة المجلس للانعقاد لجلسة عامة يوم الاثنين 27 الماضي وذلك قبل الجلسة المحددة لانعقاده سلفاً، عملاً بحكم الفقرة الأخيرة من المادة (277) من اللائحة الداخلية للمجلس. وجاء سبب انعقاد الجلسة كما أعلن في بيان صادر عن البرلمان لنظر مشروع قانون بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم (7) لسنة 2010 بإصدار قانون تنظيم الأنشطة النووية والإشعاعية ومشروعات القوانين المرتبطة به، والتي يتطلب الأمر مناقشتها بصفة عاجلة. وأكد وكيل أول مجلس النواب النائب السيد محمود الشريف أن البرلمان يعلن تأييد مجلس النواب للقيادة السياسية في خطواتها نحو دحر الإرهاب والتأكيد علي أن الأمن القومي المصري يسبق كل شيء، وكان مجلس النواب قد أكد في بيان له عقب الحادث الغاشم أن إرادة هذا الشعب لا يقيدها قيد ولا يغيب شمسه المضللون المفسدون في الأرض الذين ستذهب ريحهم بإذن الله إلي غير رجعة، وستظل بيوت الله آمنة، وسيظل الأذان يرفع وأجراس الكنائس تقرع. نواب الشعب وصفوا الجماعات الإرهابية بأنها لا دين لها، مشددين علي ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة الإرهاب الأسود الذي امتد حتي إلي بيوت الله، وفي تصريحات ل"آخرساعة" قال اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن حادث تفجير مسجد الروضة الإرهابي بمدينة العريش كشف الوجه الحقيقي للإرهابيين، مشيرًا إلي أن استراتيجية استهداف الجماعات الإرهابية للمصلين العزل سواء مسلمين أو مسيحيين جُبن وخسة. وأضاف "عامر" أن الجماعات الإرهابية تعتنق أفكارا إخوانية متطرفة قائمة علي الجهاد المسلح، لكن الأفكار الإرهابية الحالية مدعومة بإمكانيات مادية ولوجيستية هائلة تختلف عن العمليات الإرهابية في التسعينيات لتنفيذ مخطط إسقاط الدولة المصرية. فيما اعتبر النائب يحيي كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن الحادث الذي استهدف المصلين بمسجد الروضة بشمال سيناء أثناء صلاة الجمعة، لم يكن بالمصادفة، فهذه ردود أفعال علي ما تم كشفه من حيل منظمات الإرهاب العالمية لإخضاع الدولة المصرية والنيل منها. وأضاف كدواني، أن العمليات الإرهابية قد تحول فكرها من استهداف الشرطة والقوات المسلحة إلي استهداف للمدنيين، مؤكدًا أن هذه العمليات تقوم بها عناصر مأجورة من دول تريد إخضاع الدولة المصرية. وطالب بضرورة تكاتف الدولة والمواطنين بجميع طوائفهم لكشف الجماعات الإرهابية لتقديمها للمحاكمة أمام دول العالم، لكشف من وراءها ويقوم بتمويلها، مطالبا بإصدار قرار رسمي من مجلس الأمن باعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية، وفرض عقوبات دولية علي كل من قطر وتركيا. ومن جانبه استنكر النائب إيهاب الطماوي، أمين سر لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، الحادث الإرهابي الآثم الذي استهدف جموع المصلين بمسجد بئر العبد، قائلًا: إن قوي الشر أصابها الإحباط واليأس، بسبب الضربات الأمنية الناجحة المتتالية التي أثمرت عن خسائر فادحة لتنظيمات إرهابية مدعومة من دول تؤوي وتدعم وتروج للأفكار المتطرفة التي تستخدم الإرهاب لهدم الدول إفقادها أمنها وسلامها، وأضاف الطماوي، أن مواجهة قوي الشر الآن مع الشعب المصري بكل أطيافه وفئاته، خصوصا أن جموع المصريين تدعم القوات المسلحة الباسلة وأبطال الشرطة المصرية في تلك الحرب الشرسة، والتي حتما سينتصر فيها المصريون وستسقط قوي الشر. وقالت النائبة نادية هنري هكذا الإرهاب لا يفرق بين مدني وعسكري، أو كنيسة ومسجد، أو مسلم ومسيحي، مشيرة إلي أن الهدف هو إسقاط الوطن وتماسكه وليس الجيش والشرطة أو المسلمين والمسيحيين. ومن جانبه قال النائب سمير موسي أن الشعب المصري شعب واع ومستنير، ولن يتأثر أو ينهزم أمام مثل هذه الأعمال المشينة التي تريد إحداث الفتن وشق الصف، بل سيقفون أمامها بمنتهي الحزم والقوي ويتعاملون بمنتهي الحزم مع منفذي هذه العمليات الإرهابية الذين يستحلون دماء المصريين الأبرياء. من جانبه قال النائب محمد عبدالله زين، وكيل لجنة النقل إن دماء المصريين الأبرياء التي تسيل كل فترة لا تدل سوي علي ندالة وخسة الجماعات التي تغذي الإرهاب بالفكر الخبيث والمادة المدنسة الملوثة بدماء الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوي أنهم ذهبوا لصلاة الجمعة. مؤكدا أن هذا الحادث الأليم الذي أودي بحياه مئات الشهداء وعدد كبير من المصابين، أكبر دليل علي عجز الجماعات الإرهابية ضرب مراكز القوي في مصر واتجاهها إلي ضرب مواطنين ضعفاء وعزل من السلاح، قائلاً: إننا مصرون علي استكمال مسيرة اجتثاث الإرهاب واقتلاعه من جذوره، وسنظل نحارب الإرهاب ولن نسمح لأحد النيل من الدولة المصرية. ومن جانب آخر، أدان اللواء نور عبدالرازق، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، العملية الإرهابية، ووصفها بالعمل الخسيس، وأكد أن الجماعات الإرهابية تلفظ أنفاسها الأخيرة، معتبراً ما تقوم به الآن ما هو إلا حلاوة روح، وأكد أن ما حدث يأتي ردًا علي ضربات القوات المسلحة لهذه الجماعات، مؤكدا أن هناك مؤامرة وحربا إرهابية مستعرة علي مصر من كل حدودها، لنشر الفوضي ولزعزعة استقرارها. وأوضح اللواء شكري الجندي، وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب أن كل الجماعات التكفيرية تستغل اسم الدين في القتل والدمار والتخريب لخدمة أعداء الوطن، مشيرا إلي أنهم ينفذون مخططات أجنبية لتفتيت الدول الإسلامية. وشدد وكيل اللجنة الدينية، علي ضرورة تفعيل العدالة الناجزة ضد كل الإرهابيين الذين يسعون في الأرض فسادا، مطالبا الشعب المصري بأن يقف خلف الجيش والشرطة وقيادته الحكيمة لتحقيق الخير لمصر، لتعود لقيمتها وقامتها العربية والإفريقية والإسلامية والعالمية رغم أنف كل حاقد وحاسد وفاسد. ومن جانبها أكدت النائبة مارجريت عازر، وكيلة لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان أن مصر الآن تحارب الإرهاب بمفردها نيابة عن العالم، وتقود حربًا شرسة لتطهير المنطقة وحدها ضد إرهاب نابع من دول تمول جماعات متطرفة، وخونة مسلطين علينا لا دين ولا وطن لهم، ولن ينالوا غرضهم فهم قلة سوف يتم بترهم. وأشادت النائبة بجهود القوات المسلحة البواسل وملاحقتهم للإرهابيين التكفيريين بمدينة العريش، والقضاء علي البؤر الإجرامية المأجورة لهؤلاء التكفيريين الخونة، قائلة: نقف بكل قوة خلف الجيش والشرطة لاقتلاع البؤر الإجرامية من جذورها، لأن الحادث الإجرامي البشع الذي استهدف بيوت الله المقدسة، وخلف وراءه شهداء أبرياء وجرحي، وهم يؤدن الصلاة ويتعبدون إلي الله، يؤكد أن الرحمة نزعت من قلوبهم. ومن جانبه قال النائب عمرو غلاب رئيس اللجنة الاقتصادية أن الحادث يؤكد أنه عمل استخباراتي خسيس، ردا علي القبض علي الخلية التركية منذ يومين، والزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس السيسي إلي قبرص، ونحن نعلم ما بين قبرص وتركيا من مشكلات قديمة، وكذلك اكتشافات الغاز التي تمت في الفترة الأخيرة، كما يؤكد الحادث أيضاً طبيعة الغل والحقد الذي يملأ صدور هذه الدول كلما نجحت مصر أكثر في استعادة ريادتها الإقليمية في المنطقة. وأكد غلاب أن مذبحة مسجد الروضة تؤكد تسرب دواعش العراق وسوريا بأيدي الأتراك والقطريين لتؤكدهم أن الحوادث الإرهابية التي مولها لم تؤثر في البناء والتنمية التي تقوم بها مصر، وتصدي قوات الجيش والشرطة ببسالة لجميع العمليات الإرهابية والتي كان آخرها حادث الواحات الأثيم، ودورها الريادي في المنطقة لحماية الأمن القومي الإقليمي والعربي، كل ذلك دفع هؤلاء بجنون غير مسبوق لمحاربة مصر بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة، والرد قريبا جدا علي هذه القوة الغاشمة كما قال الرئيس السيسي في تعليقه علي الحادث، وندعم تحرك القيادة السياسية بقيادة الرئيس السيسي ونفوضه بالرد بكل قوة وحسم علي من فعل وخطط ودرب ومول هؤلاء الإرهابيين في أي مكان.