المصارعة الحرة.. رياضة تتسم بالعنف الشديد والقوة المفرطة.. إلا أنها بدأت تغزو الوسط الرياضي في مصر. وتمارسها الفتيات..فهل تتخلي الفتاة المصرية عن أنوثتها ورقتها وتتحول إلي نمر مفترس داخل الحلبة بما لهذه الرياضة من طقوس غريبة لاتتناسب مع مجتمعنا الشرقي؟. وهل يقبل الشاب المصري الزواج من مصارعة.. آخر ساعة اخترقت كواليس أو فريق مصري للمصارعات المحترفات.. تحدين التقاليد والأعراف.. وهل هذه الرياضة تم إقرارها في مصر وتخضع لاتحاد محلي أو تحت إشراف وزارة الرياضة وغيرها من الأسرار. في مركز شباب فايد بالإسماعيلية وبإمكانيات فقيرة جدا.. ووسط أجواء غير مؤهلة لممارسة أي نوع من أنواع الرياضة.. نظم أشرف كابونجو.. بعد أن أنشأ حلبة للمصارعة الحرة لمدة ساعات قليلة لاستعراض هذه الرياضة العنيفة بأسلوب استعراضي في محاولة لمحاكاة النسخة العالمية.. الغرض منها الإثارة والترفيه باستخدام الأجهزة المبهرة.. وسط حضور مئات الشباب لمشاهدة هذا اللون من صراع الفتيات اللاتي خلعن ثوب الرقة والدلال.. وتحولن لنمور مفترسة.. لايشغلهن الزواج والإنجاب.. ولا نظرة المجتمع لهن.. وعددهن لم يتعد في ذلك اليوم أربع مصارعات فقط وتغيبت 14 لاعبة لظروف مختلفة.. آخر ساعة عاشت التجربة معهن. أبرز المصارعات ولاء زين العابدين (21 سنة) الفرقة الثالثة بكلية النظم والمعلومات أقدم لاعبة في الفريق تقول: منذ كان عمري خمس سنوات مارست كافة الألعاب القتالية منها: (تايكوندو وكيك بوكس وكونغ فو وملاكمة ومصارعة روماني) وحتي شاهدني كابتن أشرف منذ ست سنوات تقريبا وتدربت علي مصارعة المحترفات وكنت الفتاة الوحيدة ولأن قواعد اللعبة كانت لا تسمح باللعب أمام شباب انتظرت فترة طويلة حتي انضمت فتاة أخري لنا وبدأنا في إعداد أول فريق للفتيات مدة عام كامل بعدها لعبنا أول مباراة في بطولة لم أستطع وقتها وصف سعادتي عندما انبهرت بنا الجماهير وأصبحنا فريقا بإمكانه لعب العديد والعديد من البطولات.. وتعترف: لا يوجد شاب يقتنع بأنوثتي أو بالزواج مني.. ومن يعجب بأنوثتي يسارع بالهروب حين يعلم أنني ألعب المصارعة ولذلك أحلم بالزواج من بطل مصارعة أو لاعب كرة قدم ..لأنني أستطيع أن أفصل تماما بين شراستي بالحلبة وبين شعوري بالرومانسية ورقة المشاعر..ووجدت التشجيع والدعم من والدي رحمه الله ووالدتي التي تدفعني للاستمرار والتألق وتحضر معي معسكرات التدريب.. وتقول :توقفت عن استخدام عضلاتي في حياتي الشخصية بعد أن وصلت للاحتراف خوفا علي حياة الآخرين أما قبل ذلك فاضطررت أن أتعامل في حياتي الخاصة كمصارعة أكثر من مرة بسبب المضايقات الكثيرة التي كنت أتعرض إليها في بداية حياتي الرياضية. أما اللاعبة فاطمة عبده الشهيرة ب »بيبو» (18 سنة) في الصف الثالث الثانوي فقد تسبب سقوطها من الدور الرابع في عمر ثلاث سنوات في وجود عاهة مستديمة بوجهها جعلتها أكثر ميلا للعنف والضرب مع الآخرين فنصح الأطباء أسرتها بممارستها الرياضة فتقول بدأت ألعب الكاراتيه والتايكوندو والكونغ فو وأنا عمري 6 سنوات لمدة عشرة أعوام إلي أن فوجئت من خلال الفيس بوك بوجود لعبة مصارعة المحترفين للفتيات في مصر ولأن الفكرة جديدة تماما علي مجتمعنا تواصلت معهن علي الفور الفتاة الرياضية التي تعلمها الرياضة كيف تدافع عن نفسها وأيضا تعودت أن آخذ حقي بيدي» والأخلاق الرياضة واحترام الكبير، فممارسة الرياضة للفتاة أفضل بكثير من الزواج المبكر. تري آية هاني (20 سنة) متسربة من التعليم الصف السادس الابتدائي أن لعبة المصارعة ممتعة وجديدة ومختلفة وتفجر الطاقات الرياضية المختلفة.. و تقول: المصارعة علمتني الجرأة وأنا تركت لعب الكونغ فو بنادي الترسانة لكي أنضم إلي فريق مصارعة المحترفين بعدما أقنعتني صديقتي بها لأني لم أكن أصدقها وقتها، لديّ هدف أسعي وراءه ومستمرة في هذه اللعبة أكثر من سبع سنوات لأن لديّ قناعة تامة أننا سنصبح نجمات وسنرفع اسم مصر عالميا ..ومن كان يرفضني من قبل.. الآن انضموا إلينا وخطوة خطوة سنحقق جميع أهدافنا.. تم تكريمنا عدة مرات وحصلنا علي ميداليات ولا نتقاضي أية أموال أو مكافآت لأنه حتي الآن لا يوجد راع رسمي لنا. واكد أشرف محروس محمد (أشرف كابونجا).. مواليد مدينة الإسماعيلية ومؤسس أول فريق للمحترفين في مصر والوطن العربي : بدأت تكوين فريق المصارعة الحرة منذ سبع سنوات.. ، قدمنا أول عرض منذ 6 سنوات علي حلبة مصارعة صنعتها بيدي من »فراشة الأفراح» وأحضرنا »العروق والخشب ولقلة الإمكانيات تم فرش الأرض بالسجاد، وكنا وقتها في قمة السعادة التي جعلتنا نتحمل ونتحدي الكثير من الصعاب ..والآن أصبحنا نستخدم بعض أدوات الإبهار والإثارة مما يكلف العرض الواحد حوالي 15 ألف جنيه.. وحول شرعية ممارسة هذه العروض في مصر وماهي المظلة التي يعملون من خلالها رد كابونجو منظم العرض: نحن شركة لديها سجل تجاري موثق بمصر.. نشاطنا فيه (شركة رياضية ترفيهية) كنا نتبع الاتحاد العالمي.. ولكن تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصفته صاحب أكبر شركة رياضية ترفيهية وملاهٍ ..قام بفصله وجعله مستقلا عن الاتحاد العالمي ولايتبع أي اتحادات أخري ..وبالتالي أصبحت شركتي غير تابعة لأي اتحاد عالمي..وندفع الضرائب للدولة المصرية وكافة التزاماتنا ..وسبق أن خاطبنا وزارة السياحة ووافقت علي طلبنا.. ولكن وزير الشباب والرياضة وضع الطلب في مكتبه ولم يرد علينا حتي الآن. مفيش وعن خطورة هذه العروض وأضرارها رد كابونجو :لا توجد أية مخاطر في لعبة مصارعة المحترفين وقواعد اللعبة مؤمنة تماما يدرس اللاعب من خلالها تكنيك الضرب فيتدرب ويتعلم جيدا كيف يضرب وكيف يتلقي الضربات ونحن نمارس هذه اللعبة منذ 6 سنوات قدمنا خلالها ما يقرب من 20 عرضا لم يحدث فيها أي إصابات بالغة أو كسور أو تشويه في الجسد مثلما نشاهد في لعبة اليومي والملاكمة والكونغو فو بل لم يحدث فيها سوي جروح بسيطة.