في إطار حرصه المستمر علي التواصل المُباشر مع أفراد الشعب المصري بمختلف شرائحه، وبعيدًا عن البروتوكولات الرسمية، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، دعوة مفاجئة لعدد من المواطنين من عدة مُحافظات، ومن حي الأسمرات، لتناول وجبة الإفطار معه بمقر استراحته الشخصية. الدعوة جاءت فكرتها عبر مبادرة أطلقتها صحيفة »المصري اليوم»، وحملت اسم »عزومة الرئيس»، أعدت فيها تقريرًا من الشارع المصري، سألت فيه عددًا من القراء »ماذا لو تناولت إفطارك في رمضان مع الرئيس عبد الفتاح السيسي؟، وما أهم الأسئلة والمطالب التي ستعرضها عليه؟». مُبادرة الرئيس خرجت للنور بشكل مفاجئ، وبلغ عدد المواطنين الذين استقبلهم الرئيس 28 مواطنًا من أعمار وشرائح مختلفة، وبينهم مسلمون ومسيحيون. الرئيس استقبل المدعوين في استراحته الشخصية بنفسه علي بابها، في تكرار واضح لحرصه علي التواصل مع المواطنين مباشرة والاستماع لآرائهم دون وسيط، حتي يكون مطلعًا علي الأوضاع في الشارع المصري، ومتواصلًا مع المواطنين، دون حاجب أو وسيلة. المواطنون الذين بدت عليهم الفرحة والمفاجأة لاستقبال الرئيس لهم، انخرطوا معه في حديث ودي تناول أهم ما يشغلهم، فيما كان الرئيس يستمع إليهم بإنصات دون مقاطعتهم، وناقشهم في عدد من الأمور المطروحة خلال الحوار، كما استمع لعدد من مطالبهم المتعلقة بمناطقهم، ووجه بتلبية عدد من هذه المطالب. الإفطار الذي حضره الرئيس لم يكن الأول هذا العام في إطار حرصه علي التواصل مع المواطنين بكافة أطيافهم، فقد شهد الرئيس حفل إفطار المرأة المصرية بأحد فنادق القاهرة، كما فاجأ الأربعاء الماضي، أحد الأكمنة الأمنية بمنطقة التجمع الخامس شرق القاهرة وقت أذان المغرب، وصافح ضباط وجنود الكمين، وتناول معهم طعام الإفطار. مصطفي بدر، من حي الأسمرات بالمقطم، أحد الحضور، قال إنه تلقي دعوة هو وزوجته وابنته لحضور الإفطار مع الرئيس، مضيفًا أن أتوبيسًا جاء إلي حي الأسمرات وتوجه بهم لحضور مقر الإفطار. أضاف، أن الرئيس السيسي كان في استقبالهم، واصفًا الرئيس ب»المتواضع في الحديث مع المواطنين»، مشيرًا إلي أنه ظل يستمع لابنته يمني، التي تحدثت معه عن منظومة التعليم، وأشار إلي أن الرئيس استمع لكل الحاضرين عن كافة الأسئلة التي تدور في أذهانهم، كما أكد لهم خلال اللقاء أن ظروف البلد ستتحسن خلال الفترة المقبلة، ولفت إلي أن الرئيس أكد أن الشعب المصري قادر علي مواجهة كافة التحديات. بينما قال محمد عيد، أحد حضور إفطار الرئيس، إن الحديث دار بين الموجودين علي طاولة الإفطار حول مشكلات فساد المحليات، والإرهاب وكيفية مواجهته، وطلب البعض من الرئيس الإسراع في إجراءات محاكمات الإرهابيين. أضاف عيد، أن الرئيس أكد للمواطنين صدور قانون المحليات وإجراء انتخابات المحليات قريبًا، وأوضح أن الرئيس كان يستمع أكثر مما يتكلم، وحرص علي الاستماع للمواطنين بشدة والإنصات لهم. وعن كواليس الدعوة، أكد عيد، أنه أجري حوارًا مع صحيفة »المصري اليوم»، ولم يكن يتخيل أن الأمر يتخطي مجرد الحوار الصحفي، لكنه فوجئ صباح الأحد بمكالمة من مكتب رئاسة الجمهورية، تُخبره فيها بأن الرئيس قرأ الحوار ووجه له وآخرين دعوة للإفطار في استراحته الشخصية. كانت المبادرة التي أطلقتها صحيفة »المصري اليوم»، قد اعتمدت علي سيناريو تخيلي يدعو فيه المواطنون الرئيس للإفطار علي موائدهم ويصارحونه بمطالبهم واقتراحاتهم، ومثلت الاختيارات مختلف أنحاء الجمهورية، وهو ما عكسته ولائم المواطنين »الافتراضية» للرئيس داخل الدوار، والمضيفة، والصالون، وغرفة السفرة، من البط والمحشي في الدلتا، إلي التمر واللبن في الواحات، مرورًا بالملوخية في القليوبية. وقدم المواطنون خلال الحوار، أصواتًا تنقل هموم المصريين وآمالهم، حيث طالبوا الرئيس السيسي بالتدخل لمواجهة أزمة ارتفاع الأسعار، والقضاء علي ممارسات الفساد والمحسوبية، إلي جانب الاهتمام بتطوير قطاع التعليم، وتحسين الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين بعد أن اضطرهم نقص الإمكانيات في المستشفيات العامة إلي اللجوء للعيادات والمستشفيات الخاصة بتكلفة باهظة، كما دعوا إلي إصلاح شبكات الطرق، ورصف وإنارة المدقات الترابية التي تربط الكثير من قري الدلتا والصعيد، وطالبوا بتوفير فرص العمل للشباب ومواجهة ارتفاع معدلات البطالة، إلي جانب مضاعفة جهود الدولة في مجال الإسكان لتوفير احتياجات المواطنين، وتنمية المناطق النائية.