تقديرا وعرفانا بما يقدمه أبناء القوات المسلحة من بطولات وتضحيات دفاعا عن الوطن وصون مقدساته، قام وفد يضم مجموعة من رموز الفن والثقافة والإعلام بزيارة عدد من أبطال القوات المسلحة المصابين خلال العمليات التي تخوضها قوات إنفاذ القانون لاقتلاع جذور الإرهاب ببعض المناطق المحدودة بوسط وشمال سيناء، والذين يخضعون لتلقي الرعاية الطبية بالمجمع الطبي للقوات المسلحة بالمعادي. أثني الوفد علي الدور البطولي الذي تقوم به عناصر القوات المسلحة في مواجهة الإرهاب معربين عن تمنياتهم لهم بالشفاء العاجل، والعودة لاستكمال مهامهم المقدسة في الدفاع عن أرض مصر وشعبها، مؤكدين أن الشعب المصري بكافة فئاته يقدر حجم التضحيات التي يقوم بها هؤلاء الأبطال في حماية الحدود وتأمين الجبهة الداخلية ومواجهة جماعات الظلام والتدمير بكل الشجاعة والإقدام لينعم كل مواطن علي أرض مصر بالأمن والاستقرار، ومن جانبهم أعرب المصابون عن سعادتهم بتلك الزيارة التي تعبر عن تلاحم كافة فئات المجتمع مع القوات المسلحة وأبنائها الذين لن يسمحوا لأحد بتهديد أو ترويع الشعب المصري أو المساس بالأمن القومي المصري وأنهم فور شفائهم سيعودون للخدمة في أماكنهم. المجند مقاتل، صلاح السيد، قال إنه أصيب أثناء عمليات المداهمة للعمليات الإرهابية من خلال الاشتباك مع العناصر الإرهابية والتكفريين بشمال سيناء، وكان سعيدا أثناء فترة التجنيد لأنه كان يريد تطهير سيناء من الإرهابيين فوجد معاملة الضباط له بمثابة الأخ الكبير في حل كل مشكلاته وأصبحوا أسرة واحدة وعن أهم المواقف التي تأثر بها هي استشهاد أحد زملائه سائق المدرعة التي تم تفجيرها بعبوة ناسفة. وأكد المجند مقاتل، أحمد عبد العال، من سوهاج الذي تمت إصابته بشظايا متفرقة بالجسم وبالساق اليمني والرأس وكدمات بالأذن اليسري من جراء تمشيط العديد من طرق المداهمات الأمنية بمنطقة جهاد أبو طبل بسيناء، أنه طالب بعودته مرة أخري إلي زملائه بالعريش بعد شفائه خلال زيارة الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي إلي المصابين بمجمع المعادي العسكري التي يعتبرها وساما علي صدره وتحدث معه بأبوية الأب الحنون نحو أبنائه قائلا لهم: »أنتم الأبطال وجئت لكي أرد جزءا من الجميل لكم بالإنابة عن شعب مصر العظيم الذي يقف وراءكم في محاربة الإرهاب والمتطرفين». وأوضح المجند مقاتل، السعيد محمد، من كفر الشيخ الذي أصيب في عملية حق الشهيد بشرخ في عظام الجمجمة والمخ وكسر بعظمة الفخذ اليمني وكسر بعظمة الساقين وكدمات بالرئتين وتهتك بالجفن العلوي الأيسر أثناء عملية تفجير العبوة الناسفة المدرعة بأنه تمني الشهادة لأنه لا يقل عن زملائه الذين استشهدوا أثناء عمليات التمشيط، منوها أن التكفريين كانوا مثل الفئران أمامهم يجرون للاختباء في الحجور وكانوا مثل الصيد الثمين لهم في عملية حق الشهيد. وأضاف إنه عندما فاق من الغيبوبة التي استمرت 45 يوما تمني أن ينال الشهادة مثل زملائه ولكن من نعم الله عليه أنه مازال علي قيد الحياة حتي يعود مرة أخري إلي موقعه في سيناء لينتقم ويأخذ بثأره وثأر زملائه الذين أصيبوا أو استشهدوا في العمليات العسكرية علي أيدي الإرهابيين هناك، وأضاف أنه موجود بالمستشفي منذ عام ونصف وقام الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي بزيارته 15 مرة وطلب منه التصديق ليعود مرة أخري لموقعه. والتقط طرف الحديث منه والده محمد، والدموع تذرف من عينيه، قائلًا: »أنا فخور بابني الذي رفع رأسي واسمي في قريتنا»، أضاف أنه كان في غاية السعادة عندما شاهد الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع يقبل رأس ابنه المصاب قائلا له »أخبارك يا بطل عامل إيه أنا سعيد بكل البطولات اللي عملتوها وأنا جيت أطمئن عليكم وأقدم لكم الشكر علي تضحياتكم». قال السعيد هو الأكبر بين ثلاثة أبناء وتمني أن يجند ويلتحق بدلا من ابنه في سيناء ليؤدي دوره حتي شفائه ثم يستكمل ما بدأه في محاربته للإرهابيين والتكفريين، قائلا: »إننا كل يوم كنا نطلب الشهادة في سبيل تطهير سيناء من التكفريين الذي يختبئون في الجحور مثل الفئران ونحن لا نخافهم لأننا خير الجناد الأرض، وكنت سعيدا أثناء المطاردات اليومية عند تصفية الإرهابيين لأن هدفهم زعزعة الاستقرار ونشر الفكر التكفيري»، وطالب الشعب المصري بالالتفاف حول قواته المسلحة التي تحارب عدوا مجهولا لا نعرفه هدفه تنفيذ أجندات خارجية لزعزعة الوطن وعدم تصديق ما تنشره بعض الفضائيات من سمومها وبعض المواقع الإلكترونية وصفحات الفيس بوك. ويشير المجند مقاتل، أحمد كمال، الذي أصيب بنزيف بالمخ وكسور بعظام الوجه وكسور مفتتة بالكوع الأيسر مع تهتك بالعضلات واشتباه بقطع بالأعصاب وأوتار الكوع الأيسر وكدمات شديدة في العين اليمني جراء انفجار إحدي العبوات الناسفة أثناء عملية التمشيط بالعريش في شهر نوفمبر الماضي قائلا إنه كان سعيداً عندما عرف بتجنيده بالعريش وأخفي عن أسرته حتي عرفوا فكانوا سعداء لأنه شرف لا يناله إلا الشرفاء من أبناء الوطن وكان سعيدا بين زملائه حتي جاء الحادث والآن حزين لأنه لا يشارك زملاءه في تطهير سيناء من الإرهابيين. ويوضح المجند مقاتل، بهاء العسيري، الذي أصيب في يناير الماضي بكسور في الفقرة الرابعة بالقطنية أثناء خدمته بأحد الأبراج بالأكمنة فقامت العناصر الإرهابية بالهجوم علي الكمين وتم تبادل إطلاق النيران فتمت إصابته بطلق ناري من الناحية اليسري فخرجت من ظهره، معتبرا أن زيارة الوفد الإعلامي والفنانيين بمثابة فخر بأننا خير أجناد الأرض متمنيا نقل الصورة من خلالهم للشباب بالخارج بأن قواتنا المسلحة تحارب ظلاماً دامساً اسمه الإرهاب التكفيري. ويتفق معه عصام ناجي، الذي شارك في عملية حق الشهيد، علي أن الثأر قائم حتي نأتي بحق الشهداء ونحن فداء مصر وكل أفراد الشعب المصري وحائط صد لكل من تسول له نفسه زعزعة استقرار أهالينا، الذي أصيب في يناير الماضي بكسور في الجمجمة وشظايا متفرقة بالوجه والعين والجبهة أثناء انفجار عبوة ناسفة بالعريش أثناء إحدي المداهمات. الملازم أول، أحمد محمد، الذي أصيب ببتر بساقه اليمني فوق الركبة وخلع بالركبة اليسري واشتباه بقطع بشريان الساق اليسري جراء حادث الانفجار بعبوة ناسفة، قال إنه تم تكريمه من الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي لتفوقه الرياضي في السباحة وفي أحد اللقاءات طلب منه أن يتم نقله إلي سيناء لأنه كان يسمع يوميا بأن زميلاً له استشهد فصدق القائد العام علي طلبه، مؤكداً أنه قام بالعديد من المداهمات بعملية حق الشهيد التي تم فيها تصفية العديد من العناصر الإرهابية والتكفريين بالعريش، منوها أنه تم استهدافه أكثر من مرة من خلال زرع العبوات الناسفة أثناء عمليات التمشيط، وفي إحدي المأموريات تم انفجار عبوتين ناسفتين وإصابة جندي وصف ضابط وتم قتل 5 تكفريين بقرية الطويل، وعندما يئس الإرهابيون من الأعمال البطولية التي قام بها تم زرع برميل متفجرات تحت الأرض فانفجرت المدرعة فتمت إصابته في شهر يوليو الماضي، وعن أهم المواقف التي تأثر بها هي استشهاد المجند سائق المدرعة الذي اقتربت مدة نهاية خدمته طالبا الخروج معه، مشيراً إلي أن الإرهابيين يشعرون بالخيبة لأننا نلاحقهم في كل مكان وبرغم سقوط شهداء منا ومصابين إلا أننا مصرون علي القضاء عليهم وملاحقتهم رغم حجم التمويل الذي يقدم لهم وإمدادهم بأحدث الأسلحة لمواجهتنا إلا أننا لن نسمح لهم أبدا بالنيل من تراب هذا الوطن »علي جثثنا» مهما كانت التضحيات ورغم إصابتي سأعود مرة أخري إلي مكاني في صفوف المقاتلين حتي آخر نفس.