ونحن علي أعتاب مرحلة جديدة لبناء مصر جديدة عصرية، وقوة اقتصادية بازغة، هناك الكثير من الأفكار المطروحة لتحقيق هذا الهدف، ومن خلال دراسة مختلف تجارب الدول التي حققت النهضة والتقدم، يتبين بوضوح أن نقطة البداية كانت الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي وإعطاء أولوية للاهتمام بالعلم والعلماء.. ولدينا في مصر بنية أساسية قوية للتعليم وقاعدة علمية تضم نخبة من العلماء في الداخل والخارج، ومراكز بحوث متخصصة يمكن تطويرها وتوجيه استثمارات معتبرة، ليرتقي التعليم إلي المستويات العالمية، وتتحول مراكز البحوث إلي مراكز علمية مرتبطة بالمجتمع، ليكون البحث العلمي في خدمة القطاعات الإنتاجية في الزراعة والصناعة وغيرها من المجالات.. ولعل الأزمة المالية العالمية أكدت لجميع دول العالم، أن الاهتمام بالاقتصاد الحقيقي وتوجيه الاستثمارات إلي القطاعات الإنتاجية يحمي اقتصادات الدول من التعرض للهزات الناجمة عن توجيه الاستثمارات للمضاربات بالبورصات والعقارات والبترول والسلع الغذائية الأمر الذي تسبب في حدوث أسوأ أزمة عالمية منذ عام 2008. فالاهتمام بتطوير القطاعات الإنتاجية خاصة الزراعة والصناعة يأتي في مقدمة أولويات المرحلة الجديدة، وهذا من خلال مشروعات غير تقليدية، تيتح التوسع الأفقي والخروج من الوادي الضيق إلي مساحات جديدة.. ولعل المشروع المهم الذي طرحه العالم المصري الدكتور فاروق الباز »مشروع ممر التنمية« يمكن أن يكون نقطة بداية جديدة لتحقيق التوسع الأفقي، خاصة وأن هذا المشروع حاز موافقة العديد من الجهات العلمية المشهود لها بالكفاءة والنزاهة، فهذا المشروع يفتح آفاقا جديدة للتنمية ويزيد الرقعة الزراعية ويجذب الاستثمارات المصرية والأجنبية، ويوفر ملايين فرص العمل، ويعطي أملا جديدا في حياة أفضل!