أعداد جديدة من السوريين.. سيموتون في حال لم يفك الحصار من جانب كل من القوات النظامية السورية التابعة لنظام بشار الأسد.. وفصائل المعارضة المسلحة بكافة أطيافها من المدن التي تفرض حصارها القاسي عليها من أكثر من عام كامل!!.. هكذا حذرت الأممالمتحدة في بيان لافت لها كل الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالأزمة السورية، ومن قبلها ضمير العالم كله، الذي يقف ساكنا بلا حراك، بعد مرور أكثر من 5 سنوات علي اندلاع الحرب الأهلية السورية - السورية! وحسب هيئة الإذاعة البريطانية ال B.B.C فإن قائمة البلدات والمدن السورية المحاصرة، اتسعت خلال العام الماضي فقط. لتشمل مدن: الزهراء وكفريا والزبداني والنبل والغوطة ومضايا ودير الزور وداريا والقوعة، وهي مدن بعضها يقبع في ريف دمشق وما حوله، لحصار دامٍ من جانب قوات بشار الأسد، وبعضها الآخر يخضع في الشمال السوري لحصار لايقل ضراوة عن عصابة داعش من جهة، ومن باقي فصائل المعارضة السورية من جهة أخري والقصة وما فيها.. أن معظم تلك المدن والبلدات المحاصرة هي ومنذ اليوم الأول للحرب السورية مراكز للاضطرابات والمناوشات بين أطراف النزاع، وبعضها تتمركز فيه فصائل مسلحة معارضة مثل: جبهة النصرة وأحرار الشام، وهي فصائل معادية للنظام، وأشهر تلك البلدات هي: مضايا التي دفعت الثمن بحصار لايرحم من جانب كل من: قوات النظام وحزب الله المساند له، اللذين منعا عنها كل شيء من ماء وغذاء. ووضعوا الأطفال والنساء والكبار، في موقف لايحسدون عليه إطلاقا، ناهيك عن الانقطاع التام للكهرباء وكل سبل الحياة الأساسية منذ أكثر من عام عن تلك المناطق. وبعض تلك البلدات محاذية للحدود اللبنانية، وبعضها الآخر في الشمال محاذٍ للحدود التركية. وحسب تقديرات الأممالمتحدة وبرنامج الأممالمتحدة للغذاء، ومفوضية اللاجئين التابعة لها، فإن أعداد هؤلاء سواء الواقعين تحت حصار بشار وأعوانه في الداخل والخارج. أو من المحاصرين من فصائل المعارضة، تقدر بنحو 400 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال والعجائز، لم يبق أمامهم من غذاء سوي الأشجار وفي بعض الأحيان ذبح بعض الحيونات مثل: الحمير والكلاب والقطط كما حدث في بلدة مضايا التي تبعد 44 كيلو مترا فقط، غرب العاصمة دمشق. التي كانت في وقت ما قبل الحرب سلة الغذاء لسوريا والبلدان المجاورة لها وفي الأردن ولبنان بصفة خاصة. وحسب منظمة الصحة العالمية في جنيف، فإن أعداد المتوفين من هؤلاء، في تصاعد مستمر، وتقدر بالمئات كل أسبوع، في مقابل عشرات الألوف يعانون نفس المصير في بلدات يقدر عدد مصابيها بالأمراض بعشرات الآلاف الآخرين ما بين: أمراض الصدر والطفولة وسوء التغذية والجفاف، وبعض الذين راحوا ضحايا نتيجة موجة البرد القاسية خاصة في الشمال السوري الذي يخضع لحصار المعارضة المسجلة. ورغم الدعوات الإقليمية والدولية، لإغاثة تلك المدن منذ شهور طويلة إلا أن مجلس الأمن لم يصدر قراره بمد قوافل الإغاثة لها إلا منذ عدة أسابيع قليلة، وبعدة قوافل ذهب بعضها للمدن المحاصرة من قوات النظام حول دمشق، وبعضها الآخر للمدن المحاصرة من قوات المعارضة في الشمال، وحسب أرقام المنظمات وهيئات الإغاثة الدولية فإن هذه المساعدات لن تغطي سوي 20٪ فقط من الاحتياجات الأساسية للمحاصرين، ووسط اتهمات متبادلة من قوات بشار والفصائل المسلحة، بأن كلا منهما يقوم بسرقة هذه المساعدات لحساب قواته أو هو في أفضل الأحوال يستولي علي معظمهما ويبيع جزءا بسيطا منها للمحاصرين وبأسعار فلكية! ورغم أن حالة الحصار هنا وهناك، تتعارض مع قرارات صادرة مسبقا لمجلس الأمن بأرقام 2139، 2254، 2166. إلا أنه لا حياة لمن تنادي رغم تشبيه مايحدث هناك، بما حدث تاريخيًا بحصار ستالين الديكتاتور الروسي لأوكرانيا عام 1932، باستغلال سلاح التجويع ضد المدنيين، لإجبارهم إما بالانضمام لطرف علي حساب طرف آخر. وهم لا ناقة لهم ولا جمل بما يحدث في الحرب الأهلية، وإما التهجير لمدن وبلدات أخري، كما يحدث في مدن سنية حول دمشق، ومدن شيعية في الشمال السوري. ويبدو، أنه رغم كل التحركات الدولية فإن الوضع سيزداد تفاقما خاصة مع اتساع رقعة الحرب السورية - السورية، ودخول أطراف إقليمية ودولية لساحتها والضحية كما هو في العادة: أطفال ونساء وشيوخ، قدر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في لندن، بأن عددهم وصل إلي ما يقارب الثلاثة أرباع مليون شخص منذ نحو 5 سنوات. وحتي الآن.