فعل واسعة أثارها قرار الحكومة برفع الدعم عن المواد البترولية، ما أدي إلي مضاعفة أسعار السولار والبنزين والغاز الطبيعي، وكذا اعتزام رفع الدعم عن الكهرباء، لخفض عجز موازنة الدولة، كل هذا فتح الباب أمام ضرورة الاعتماد علي بدائل الطاقة، وأبرزها الاتجاه إلي استخدام الطاقه المتجددة مثل طاقة الشمس والرياح التي تأخرت مصر كثيراً في استغلالها.. يصبح الحديث في هذا الإطار ضرورياً مع الدكتور جلال عثمان نائب رئيس الاتحاد الدولي لطاقة الرياح رئيس الجمعية المصرية للطاقة المتجددة. ٭ كيف تري الوضع الحالي فيما يخص الطاقة بعد قرار رفع الدعم عن المواد البترولية؟ - الوضع متأزم، لأن مصر ليست دولة بترولية، وكل محطات الكهرباء لدينا تستخدم البترول، لذلك نحن في حاجة إلي التحول إلي استخدام الطاقة المتجددة، بأن يتم التخطيط لإنشاء محطات لإنتاج هذه الطاقة الجديدة، سواء الشمسية أو الرياح، بالتوازي مع باقي الخطط الخاصة بالإسكان والزراعة وبالتنسيق في هذا الصدد مع خبراء الإسكان والاستشعار عن بعد. ونحن نشجع علي استخدام الطاقة المتجددة في كل مكان من خلال التكنولوجيا المناسبة وأفضل التطبيقات العلمية، والحرص علي المسئولية الاجتماعية والاتصالات للوصول إلي تكنولوجيات الطاقة المتجددة والعمل علي تحفيز وتشجيع البحوث الأساسية والتطبيقية علي حد سواء في مجال الطاقة الشمسية من خلال دعم المشاريع الخاصة وتمكينها باستخدام الطاقة المتجددة والعمل علي المستوي الدولي لتسهيل التعاون والتبادل لدعم نشر تكنولوجيات الطاقة المتجددة، فالعالم الآن يعتبر حرق البترول لتوليد الكهرباء جريمة. ٭ وهل نمتلك مصادر الطاقة الكافية؟ - ليس لدينا بترول كاف ولكن لدينا شمس، ونظام الطاقة معتمد علي وقود غير موجود ويتم استيراده، وبالتالي يجب أن نستغل مصادر الطاقة الموجودة عندنا، خاصة طاقة الشمس والرياح، حيث وجد أن الطاقة الشمسية توفر نحو 100 جيجابايت من الكهرباء، أو ما يعادل نحو 50 "سد عالي" من خلايا الطاقة الشمسية ونحو 300 جيجا من طاقة الرياح، أي ما يعادل 150 ضعف ما ينتجه السد العالي، بالإضافة إلي الصحاري، فمصر تمتلك حوالي ثمانية ملايين كيلومتر مربع صحراء، فضلا عن امتلاكها نحو ألفي كيلومتر مربع من الشواطيء، ما يساعد علي إنشاء محطات تحلية لتوفير "نيل آخر" من مياه البحر، أو ما يعادل 55 مليار متر مكعب من المياه، كما أننا نحتاج الي 70 ألف ميجا من معدات طاقة الرياح والطاقة الشمسية. ٭ ماذا عن المناطق المناسبة لإقامة مثل هذه المشروعات؟ - توجد في مصر العديد من المناطق المناسبة لإقامة مشروعات الرياح مثل المساحة الواقعة غرب خليج السويس ومواقع جنوب البحر الأحمر والعوينات والوادي الجديد والساحل الشمالي وبذلك تصبح مصر واحدة من بين 30 دولة علي مستوي العالم تمتلك مقومات الطاقة المتجددة، لكنها لم تستغلها في إقامة المشروعات، فمصر منقسمة إلي قسمين يمكن الاعتماد عليهما لتطبيق هذه الأفكار. ٭ ماذا تقصد بذلك؟ - هناك قسمان "مصر1" و"مصر2" الأول يتمثل في مساحة تضم 90 مليون مواطن محبوسين في هذا النطاق الضيق للحصول علي كهرباء من مصادر غير محلية وتستورد بالعملة الصعبة، ومصر الثانية بلد فيه نحو 90% من المساحة الكلية وهي مظلمه ليس فيها كهرباء، لكن تتوافر فيها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمخطط تعميرها للخروج من الوادي بالخطط الرئيسية المعروضة حاليا مثل مشروع ممر التنمية من منطقة العلمين حتي أسوان والخطوط العرضية من النيل والمحافظات والبحر الأحمر، التي تستهدف إنشاء 46 مدينة جديدة، بالإضافة إلي مناطق الاستثمار سواء السياحي أو الزراعي أو التعدين وغيرها من أوجه الاستثمار، والحل الوحيد لإطلاق هذه المشروعات يتمثل في الطاقة المتجددة سواء الطاقة. ٭ من المتوقع أن تتعرض مصر لأزمة مياه مستقبلاً فما الحل من وجهة نظرك؟ - بالفعل مصر ستتعرض لأزمة مياه مستقبلاً، والحل الوحيد يتمثل في تحلية مياه البحرين الأبيض المتوسط والأحمر بطاقة متجددة لمواجهة النقص المائي لمياه الشرب والتي تصل إلي وجود نيل آخر بحلول العام 2050 لمد نحو 160 مليون مواطن في تلك الفترة بمياه شرب صالحة. ٭ هذا يعني أن السخانات تستهلك نسبة كبيرة من الكهرباء؟ - بالفعل سخانات المياه التي تعمل بالكهرباء، تستهلك كمية كبيرة من الكهرباء، ما يتطلب استخدام سخانات شمسية توفر نحو 90% من فاتورة التسخين للمنازل. ٭ لكن صناعة الطاقة مكلفة وتحتاج إلي تمويل ضخم؟ - أتفق معك، فصناعة الطاقه عملية مكلفة للغاية، لكن هناك حلول تتمثل في تقديم تسهيلات مالية من البنوك الوطنية لشراء أجهزة الطاقة المتجددة أسوة بنظام التمويل الحالي لسيارات الركوب، وقد قمت بصفتي رئيسا للجمعية المصرية لطاقة الرياح بتوقيع مذكرة تفاهم بين الجمعية وبنك التنمية الصيني، الذي رصد مليار دولار لمشروعات تنمية الطاقة الجديدة في أفريقيا لدعم مشروعات توليد الطاقة من الرياح بنسبة تصل إلي 85% من الدعم والباقي في شكل قرض، تطبيقاً لشعار كل مصنع يحصل علي طاقته الكهربائية من الرياح.