أحمد ناصف جمهورية ثالثة ورئيس جديد أمام أحلام وطموحات الملايين وتتجدد الآمال والأمنيات مع تنصيب الرئيس الجديد المشير عبدالفتاح السيسي وكأن رئيس مصر القادم في يديه عصا سحرية يغير من خلالها الأوضاع للأفضل. ملفات عديدة وتحديات أكبر تواجه من يتولي زمام الأمور ويصبح رئيسا لجمهورية مصر العربية التي تضم 27 محافظة وبتعداد سكاني فاق ال 90 مليون نسمة. لاشك أن هناك ملفات أساسية تنتظر قرارات حاسمة أمام الرئيس الجديد.. ومن أهمها الملف الاقتصادي والملف الأمني وغيرهما من الملفات التي تهم كل مواطن علي أرض المحروسة وتتنوع المطالب أمام الرئيس الجديد فبالإضافة إلي المطالب الرئيسية هناك أيضا مطالب سياسية. يؤكد الدكتور عمار علي حسن الباحث السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وجود أجندة متخمة بالقضايا والمشكلات التي تركها النظام السابق، التي يجب المضي قدما في حلها بالتوازي وليس علي التوالي. ويقول اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري والاستراتيجي، إن مشروع مصر القومي خلال الفترة القادمة يتمثل في القضاء علي الإرهاب وتجفيف منابعه بالدرجة الأولي، بالتوازي مع القضاء علي الجماعات التي تقوم بالأعمال الإرهابية، مؤكدا أنه لا مكان للتقدم أو رخاء مصر في ظل الإرهاب وعدم الاستقرار الأمني، الذي يأتي علي الأخضر واليابس. وحول إمكانية تنفيذ هذا المشروع أضاف الخبير العسكري والاستراتيجي، أن القضاء علي الإرهاب نهائيا أمر شبه مستحيل بدليل أن هناك دولا مازالت مستهدفة من الجماعات الإرهابية التي تقوم بعمليات إرهابية، ومن ثم فإن مصر كدولة لها ثقلها ووزنها في المنطقة ستكون دوما مستهدفة من الجماعات الإرهابية. التموين والتجارة الداخلية من أهم القطاعات الاستراتيجية لكافة المواطنين لدورها في توفير كافة السلع الضرورية والأساسية بالكميات والأسعار المناسبة والتي من أهمها توفير القمح والخبز والخضراوات والفاكهة اللازمة لحياة ومعيشة المواطنين ويطلب الخبراء في هذا المجال من الرئيس استمرار الدعم العيني أو السلعي للخبز والسلع التموينية المخصصة للفئات المستحقة من الفقراء والأرامل وأصحاب المعاشات ومحدودي ومعدومي الدخل والقضاء علي تسرب الدعم لغير مستحقيه كما يطلبون من الرئيس الجديد تشديد العقوبات علي المتلاعبين بأقوات الشعب والسلع الضرورية لهم من خلال تشريع صارم وعدالة ناجزة وسريعة كما يطلبون من الرئيس الجديد دعم سياسات وملفات وخطط وزارة التموين التي تنفذها الوزارة منذ تعيينها وفي الفترة المقبلة التي من أهمها دعم منظومة الخبز المدعم الجديدة كما يطلبون سرعة التصرف في ملف مواجهة ارتفاع الأسعار بتطوير المجمعات الاستهلاكية وتطوير العمل وتدريب العاملين بها وتطوير أساليب التخزين والتداول وتقليل الفاقد من السلع التي تخفض الأسعار للمواطنين 30 % عن الأسواق. ويطالب الدكتور شريف الجبلي رئيس غرفة الصناعات الكيماوية ولجنة التيسير البيئي باتحاد الصناعات بضرورة الاهتمام بوضع خريطة طريق للصناعة تكون عملية وليست نظرية للتغلب علي مشاكل الصناعة من توفير أراضٍ صناعية مرفقة ووجود رؤية واضحة لحل أزمة الطاقة وتوفير المياه والاهتمام بالتدريب الصناعي وخريطة توطين صناعية. ويؤكد الدكتور محمد عمران رئيس البورصة المصرية أن هناك مهمة أساسية للرئيس الجديد وهي تحسين الأوضاع الاقتصادية وإنعاش الاقتصاد وإعادته مرة أخري للنمو، وهو هدف لن يتحقق إلا بإحداث طفرة حقيقية في مناخ الاستثمار، فبدون استثمار لن يكون هناك نمو، وهي العقيدة التي يجب أن يتم زرعها في عقول كل مسئول في هذا الوطن، بحيث يصبح تحسين مناخ الاستثمار هو المحرك الأساسي لأي قرار يتم اتخاذه، وهذا التوجه هو الذي صنع الاقتصادات الصاعدة في العالم أجمع. الجوانب السياسية لم تكن بعيدة عما يريده البعض من القيادة السياسية الجديدة ويقول الدكتور أحمد دراج، القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، إن المطلوب من الرئيس القادم أيا كان، ضرورة دعم اقتصاد البلاد وإعادة بنائه، بالإضافة إلي زيادة الوعي داخل الدولة والقضاء علي الأمية وبناء نسيج اجتماعي قوي، موضحا أن ملف جماعة الإخوان المسلمين من أخطر الملفات أمام الرئيس الجديد. وأضاف دراج أن أي رئيس يسعي إلي عدم محو الأمية سيسعي لبناء شعب جاهل، مشيرا إلي ضرورة الاهتمام بالصحة قائلا "العقل السليم في الجسم السليم. فيما أكد الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث، أن هناك ثلاثة ملفات يجب علي الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي نظرها خلال الأسابيع الأولي من توليه السلطة، وهي "المصالحة الوطنية والعدالة الاجتماعية واستعادة الأمن"، مشيرا إلي أن هذه الملفات هي الوحيدة القادرة علي نهوض البلاد من عثرتها. أساتذه التعليم كانت لهم آراؤهم أيضا وتقول الدكتورة "محبات أبو عميرة" عميد كلية البنات جامعة عين شمس سابقاً، إن أول تحد أمام رئيس مصر هو التعليم باعتبار أنه قاطرة الطريق لمستقبل أفضل، موضحة أن التعليم في مصر يحتاج إلي نظرة علمية بحيث نخفف من المناهج ونهتم بالأنشطة التربوية والتعليم الفني وإصلاح أحوال المعلمين.