هذا إنذار مبكر.. في حملة واحدة تم ضبط أكثر من 140 طنا من الرنجة والأسماك الفاسدة قبل طرحها في الأسواق بمناسبة شم النسيم!! الأمر يستوجب الشكر لجهات الأمن التي قامت بالمهمة، ويستوجب الحذر من المواطنين للتأكد من سلامة الأسماك ليمر أجمل الأعياد المصرية علي خير ويستوجب أيضاً أن يتم تشديد إجراءات المراقبة للأغذية، وأن يتم تعزيز الجهات المسئولة عن هذه المراقبة ومدها بما تحتاجه من خبرات بشرية ودعم مالي، وأن تكون العقوبات رادعة في الجرائم المتعلقة ببيع الأغذية الفاسدة، وأشد ردعاً فيما يتعلق بغش الأدوية!! والقصص هنا مؤلمة، ولا تتعلق فقط بصغار الغشاشين وإنما بعدد من مليونيرات الزمن الرديء الذين كونوا ثرواتهم باستيراد السموم وتحقيق الثروات الطائلة علي حساب صحة المواطن وربما حياته!! المافيا التي بدأت من عقود، ورأينا بواكيرها مع استيراد الدجاج منتهي الصلاحية واللحوم الفاسدة في زمن توفيق عبدالحي، مازالت تعمل وتتوسع وتقاتل ضد أي محاولة جادة لتأمين الغذاء الصحي للمواطن. هذه المافيا أمتدت وتشعبت وأصبح لها من النفوذ ما يجعلها قادرة علي تمرير ما تأتي به من أغذية فاسدة أو منتهية الصلاحية. والأخطر أنها خلقت مناخا يتسع لعصابات غش الأغذية والأدوية دون خشية من عقاب الله وتحت وهم الإفلات من ملاحقة القانون. تضاعفت الجهود الآن من أجهزة الرقابة ضد هذه العصابات، ومازال المطلوب أكثر. من حق الناس أن تأمن علي سلامة غذائها ودوائها قبل أي شيء آخر. ومن الضروري أن يكون العقاب هنا رادعا فبعض جرائم الغش هنا هي في حقيقتها جرائم قتل متعمد. .. وشكراً علي هذا الإنذار المبكر قبل شم النسيم!!