مع اقتراب ساعة الحسم في الانتخابات الإسرائيلية يقوم نتنياهو بتصعيد خطابه الانتخابي. في آخر تصريحاته أكد أنه سيقوم بضم المستوطنات بالضفة الغربية إلي إسرائيل إذا فاز في الانتخابات البرلمانية غداً . يحاول نتنياهو استمالة اليمين المتطرف بأي شكل. يعرف أن الانتخابات بالنسبة له قضية حياة أو موت. إما رئاسة الوزراء أو احتمال السجن بعد أن وجهت له رسمياً تهم بالاحتيال والرشوة والفساد . ورغم كل ما فعله نتنياهو طوال حكمه، ومع التأييد غير المسبوق الذي حصل عليه من الرئيس الأمريكي ترامب وحصل معه علي القرارات الباطلة بشأن القدس والجولان.. رغم كل ذلك يبقي مصيره معلقاً، وتبقي حالة التفاؤل قائمة بين الائتلاف اليميني الذي يرأسه، وبين ائتلاف الأبيض والأزرق الذي يقوده رئيس الأركان السابق بن جانتز. ويبقي أمل نتنياهو في أن تنضم له أحزاب اليمين الأكثر تطرفاً ليحصل علي الأغلبية التي تمكنه من أن يحتفظ برئاسة الحكومة لفترة أخري . تصريحات نتنياهو تأتي مع احتدام الصراع في الانتخابات، لكنها لابد أن تؤخذ بالجدية الكاملة! بعد القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل انفتحت أمام ضرب كل القرارات الدولية وامتهان الشرائع والقوانين. ومع القرار الآخر بالاعتراف بسيادة إسرائيل علي الجولان السورية، لم يعد غريباً أن يطمح المستوطنون الإسرائيليون بالمزيد من انتهاك كل الشرائع، وأن يصبح القرار الذي ينتظرونه بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية علي الضفة الغربية.. مسألة وقت ! يدين المجتمع كل هذه القرارات. لكن المطلوب الآن أكثر من الإدانة، لابد من تحرك دولي لمنع الكارثة. ما يقوله الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والغالبية الأعظم من دول العالم عن عدم شرعية الاحتلال، وعن بطلان قرارات أمريكا بشأن القدس والجولان.. لابد أن تتم ترجمته إلي عمل يقطع الطريق علي الجنون الإسرائيلي الذي يحتمي بالانحياز الأمريكي ليستكمل مهمته في اغتيال السلام !