الإقرار بما تشهده السياحة المصرية من انتعاش لم يعد يقتصر علي ما يصدر عن الجهات ذات الصفة الرسمية محلياً.. ولكنه اصبح ايضاً مثار اهتمام الجهات التي لها صلة مباشرة بهذا التطور. جاء ذلك في التقرير الصادر عن مجلس السياحة والسفر العالمي »wttc» حول ما حققته 185 دولة في المجال السياحي. اختص التقرير بالاهتمام والاشادة بإنجازات مصر السياحية. ان أهميته ترتكز علي ان اعضاء هذا المجلس هم من القطاع الخاص الذي يضم المنظمين لبرامج السياحة علي مستوي العالم. علي هذا الاساس فإن صدور هذا التقرير عنهم يعني تواجد مصر في برامجهم. ما جاء في تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي يتوافق مع ما صدر ايضاً عن منظمة السياحة العالمية التابعة للامم المتحدة »wto» فيما يتعلق بمؤشرات انتعاش السياحة المصرية. المنظمتان اتفقتا علي أن ما حققته مصر كان محصلة نجاحها في ارساء دعائم الامن والاستقرار اللذين يعدان ركيزة أساسية للجذب السياحي. اشارا إلي أن جهود التسويق والترويج التي قامت بها وزارة السياحة استندت واعتمدت علي هذين العنصرين. تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي أكد علي المستقبل الواعد للسياحة. دعم توقعاته بالاحصائيات التي تتسم بالتفاؤل والتي تتضمن أن الزيادة في حركة السياحة بلغت 16.5٪ محققة الافضل منذ عام 2010 اي قبل أحداث 25 يناير 2011 . اضاف أن هذا الانجاز المصري السياحي المتمثل في الانتعاشة الهائلة عام 2018 يجعل مصر الاسرع نمواً سياحيا بشمال افريقيا. من ناحية اخري اشاد المجلس بجهود وزارة السياحة لجعل هذه الصناعة علي قائمة الاولويات في استراتيجية الدولة لصالح النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل. تحدث عن الاهتمام بتوعية المواطنين بأهمية السياحة اقتصادياً واجتماعيا.ً اشار في هذا الشأن الي المخطط الذي تتبناه وزيرة السياحة د. رانيا المشاط بأن يكون ضمن أفراد كل بيت في مصر واحد من العاملين في الانشطة السياحية. وعلي ضوء ما يمثله قطاع السياحة.. للتنمية الاقتصادية والاجتماعية قال التقرير إنه يساهم بنسبة 11.9٪ من الناتج القومي متوقعا ارتفاع هذه المساهمة في نتائج 2019. في نفس الوقت اشار إلي ان هذا القطاع مسئول عن توفير 2.5 مليون فرصة عمل أي ما يعادل 9.5٪ من اجمالي القوة العاملة في مصر. التقرير حرص علي ان يعظم ويؤكد علي فاعلية ما تقوم به الحكومة المصرية من استثمارات في مجال التراث الثقافي. يأتي علي رأس هذه الجهود.. اعداد وتجهيز المتحف المصري الكبير والاستعداد لافتتاحه العام القادم. هذا المتحف ستكون خلفيته أهرامات الجيزة ويضم المجموعة الكاملة لفرعون مصر الاشهر توت عنخ آمون. كل هذه المعلومات حول السياحة المصرية والإشادات بالانجازات تناولتها كل المجلات والمواقع السياحية الاعلامية بصورة ايجابية بما تمثل دعاية كبيرة لمصر. ارتباطاً بهذا الشأن فإنه لابد من الإشارة الي تقارير المنظمات الاقتصادية العالمية الايجابية حول مستقبل الاقتصاد المصري. لا جدال أن السياحة تدعم انطلاقة هذه المسيرة باعتبارها من ركائزها الاساسية. كل هذه الحقائق تدعو الحكومة بكل اجهزتها الي ان تكون داعمة لهذه الصناعة.. بتعظيم التعاون والاستجابة لمتطلبات تنمية ما نشهده من انتعاشة سياحية.
