في تحد صارخ للمشاعر العربية بكل دولها وشعوبها علي وجه العموم، والشعب والدولة السورية علي وجه الخصوص، وقع الرئيس الامريكي »دونالد ترامب» إعلانا، يعترف فيه بسيادة اسرائيل علي مرتفعات الجولان السورية، التي احتلتها الدولة الصهيونية في عام 1967، إعلان واعتراف ترامب لا يقف عند حدود التعدي الواضح علي حقوق الشعب السوري، والتحدي والاستفزاز الواضح لكل العرب فقط،..، ولكنه يتعدي ذلك بكثير ليمثل في حقيقته وجوهره تحديا فجا للشرعية الدولية، وقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي. ليس هذا فقط، بل إن هذا الاعلان في واقعه ومضمونه يستهين بإرادة المجتمع الدولي، الذي أكد في كل قراراته ان الجولان هي أرض سورية محتلة، وان احتلال اسرائيل لها لا يغير من هذه الحقيقة علي الاطلاق، وإن كل ما تتخذه سلطة الاحتلال من اجراءات لا تغير من هذه الحقيقة، ولا يعتد بها. واللافت للانتباه في إعلان ترامب وتوقيعه، هو ما يمثله ويتضمنه من اعتداء جسيم واستفزاز واضح لكل المشاعر العربية، وما يحتويه من استهانة بالغة بالشعب السوري،..، وذلك خلال المشهد المسرحي الردئ والفج الذي جرت خلاله عملية التوقيع، اثناء وجود رئيس الوزراء الاسرائيلي في البيت الابيض. وفي ذلك المشهد المستفز للعرب جميعا، رأينا ترامب الذي لا يملك الاراضي السورية، ولا يحق له التصرف في أي جزء منها، يقدم جزءاً من هذه الاراضي وهي الجولان الي نتيناهو الذي لا يستحق،....، وذلك في اعتداء صارخ علي الشرعية الدولية وحق الشعب السوري في أرضه. هذا فضلا عما يمثله هذا الاعلان من تأكيد جديد، لعدم مصداقية الادعاءات الامريكية عن سعيها لتحقيق السلام في الشرق الاوسط،..، بينما تقوم بسد كل الطرق المؤدية إليه.