الشاب المصري رامي خالد الذي لايتجاوز عمره ال14عاما الذي وُلد في إيطاليا. بعد أن هاجر إليها والده الريفي البسيط منذ نحو 18 عاما. الذي أنقذ 51 طالبا إيطاليا من موت محقق بعفويته المصرية الخالصة. والذي أشادت به كل وسائل الإعلام العالمية وليست الإيطالية وحدها. وقررت إيطاليا منحه الجنسية اعترافا بجميله وشجاعته. ولن أحدثك عن جهاد يوسف شاب الزاوية الحمراء ومعه عشرات الشباب من نفس الحي، الذين تصدوا للنيران والموت. وأنقذوا أطفالا كانوا محبوسين في شقة اشتعلت بفعل أنبوبة غاز وماس كهربائي. وطبعا لن أحدثك في المقابل عن ملايين الشباب الذين هم زبائن دائمون علي مقاهي وسط البلد ومدينة نصر والتجمع وكل مقاهي مصر من أدناها لأقصاها ولا شغلة ولا مشغلة. أو عن ساكني النواصي ومرتادي السينمات؟! وعن الشباب المحظوظ أصحاب المراكز المرموقة والوجاهة دون غيرهم. فكل هؤلاء استثناء من القاعدة. ولكنني سأحدثك عن غالبية الشباب الذين يمثلون 60 بالمائة منا. ويحفرون بأظافرهم صورة لم تكتمل لبلد يقدِّر الكفاءات وينفض من عليها الغبار. ويضع خطة للاستفادة من شباب منهم من يصلح ليكون نجيب محفوظ وزويل وفاروق الباز وسياسي محنك وغير ذلك من النوابغ. فقط اتركوا لهم المجال ليتنفسوا ويعملوا. ولا تستمعوا لكلام من يروون في كلامهم لغوا أوتهريجا من قليلي خبرة أوعيال فاشلين. ماوراهمش إلا الفرجة علي الفنان فلان أو التندر علي فستان فلانة ومتابعة مباريات البرسا أو الريال وخناقات الأهلي والزمالك وقضاء نص أعمارهم في نوادي الفيديو جيم. يا سادة .. البلد لن يقوم إلا بالشباب . فهم وش القفص يعني كريمة مصر ولا عزاء هنا للعواجيز أمثالي.