وقع الحادث وقت صلاة الجمعة الماضية بنيوزيلندا بالتوقيت المحلي. وتوقف الزمن. لم أعرف كيف أتصرف؟ أستمع للأخبار وأستغرب. واستغرابي الأول قول الإعلام الغربي دائماً: الإرهاب الإسلامي. وربطه بين الإرهاب والإسلام. كأن بينهما صلة لا تنفصل. لكن هذه المرة لم يبحث أحد عن ديانة الفاعل ويفكر في ربط ديانته بالإرهاب. أنا أعرف. الدين برئ. سواء كان الإسلام أو غيره. رحت أفكر فيما جري. تذكرت عبارة رديارد كابلينج، شاعر الإمبراطورية البريطانية. قالها في القرن التاسع عشر: الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا أبداً. أحفظها. لكني لا أرددها. ربما كانت إحدي نتائج الزمن الاستعماري الذي قيلت فيه. عندما حولت أوروبا بقيادة بريطانيا وفرنسا دولاً كثيرة. لكي تنتج لها ما تريده. وتزرع لها ما تصنعه. أعادني الحادث إلي المربع رقم واحد. لن أدون معلوماته. فصحف أسبوع كامل لم تفعل إلا هذا. قمت إلي مكتبتي في بيتي أبحث عن الكتب التي تؤصل لهذه الظاهرة الخطيرة. أعرف أن الكتب ربما تشكل مكتبة كاملة. قد لا يتسع منزلي لاحتوائها. لكن ما وضعت يدي عليه في اللحظات الأولي بعد الحادث مباشرة. كتاب: يورجن تودينهوفر، الصورة العدائية عن الإسلام. ترجمة الدكتورة نهلة ناجي. وناشره الدار المصرية اللبنانية. والكتاب ترجم ونشر قبل 6 سنوات. وكتاب: عالم بلا إسلام ماذا لو. تأليف جرايهام إي. فولر. وترجمة: أحمد جمال أبو الليل. والناشر: دار سطور. والكتاب كما يؤكد غلافه ومقدمته يناقش قضية ماذا لو أن هذا العالم بدون مسلمين. ورغم أنه سؤال افتراضي ولا يجب طرحه. إلا أنه يعكس الحالة العامة التي يعيشها الغرب تجاهنا سواء أدركنا أو لم ندرك. والكتاب للأسف منشور 2013. فوجئت أيضاً بكتاب نسيت متي اشتريته؟ ولا ملابسات شرائي له. إنه كتاب الدكتور عبد الرحمن بدوي، دفاعاً عن القرآن ضد منتقديه. ترجمه كمال جاد الله. وقدم له بدراسة وافية الدكتور محمد عمارة. وهو منشور 2017. ومؤلف الكتاب كتبه انطلاقاً من معرفته بالمجتمع الغربي والمستشرقين خصوصاً أن له موسوعة عنه. وكان مشروع عمره الأساسي تعريف العقل العربي والمسلم بتراث الاستشراق والفلاسفة الغربيين. فضلاً عن علاقاته الوثيقة بكثير من رموز الاستشراق الذين درس علي أيديهم وتتلمذ علي كتاباتهم وبادلهم الأفكار والآراء. وجدت كتاباً رابعاً عنوانه: لماذا ينضم شبان أوروبيون إلي داعش؟ كتبه الدكتور محمود عبد الله. وغلافه عبارة عن صور لشباب داعشيين من أوروبا. والكتاب صادر عن مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس. ونشر بالتعاون مع المركز العربي للصحافة القاهرة. وهي شركة مساهمة مصرية. يرأس المركز زميلنا في البرلمان الدكتور عبد الرحيم علي. وكما تقول مقدمة الكتاب أن السؤال المحوري هو: لماذا انضم الشباب الأوروبي إلي داعش؟ ثم ما أنماط هؤلاء المحاربين؟ ومن أين جاءوا بالتحديد؟ وما أصولهم الطبقية؟ وما حجمهم بالنسبة للتنظيم ككل؟ وما احتمالات عودتهم لبلادهم؟ وكيف ستتعامل الدول الأوروبية معهم حال عودتهم؟. وأعداد خاصة أصدرتها مجلات مصرية وعربية تدور حول الوجع الذي نعاني منه ونعزي أنفسنا أن كل محنة قد تكون الأخيرة.