صمود مصر في العشر سنوات الماضية كان معجزة.. تأملوا ما حدث للدولة في تلك الفترة العصيبة.. تغير شكل العالم ومنطقتنا دفعت أفدح الأثمان وتحول الشرق الأوسط لمسرح عمليات عسكرية وملعب لممارسة الألعاب السياسية القذرة.. كانت الآمال بسلام دائم تتبدد تماما والمشاريع العملاقة تذوي والمؤسسات الاقتصادية الكبري تطوي أحلامها في المنطقة.. وأصبح الشرق الأوسط منطقة يفضل العالم تجنبها خاصة مع تراجع مكانتها النفطية..وقطب سياسي واحد يسيطر علي العالم.. ومع بداية العقد الثاني من الألفية الجديدة.. وفي الوقت الذي بدأنا نشهد فيه تحسنا طفيفا في الأوضاع الإقليمية كان الهدوء الذي يسبق العاصفة..فكنا علي موعد مع أحداث تاريخية لم تشهدها بلادنا العربية من قبل.. ثورات شعبية تطيح بأنظمة عريقة بعثت الأمل بفجر جديد يغير ليلا طال كثيرا.. غير أن الأمل لم يدم طويلا فتحولت شوارع المدن العربية لساحات حروب وفوضي.. تونس مازالت حتي الآن تحاول استعادة لونها »الأخضر» الذي خفت بريقه.. وسورية في حرب تهدد وجودها ووحدتها بل وعروبتها.. واليمن الذي كان »سعيدا» سكنه »الحزن» إلي أبد الآبدين.. والعراق بلا دولة.. أما علي حدودنا الغربية في ليبيا فكان كل شيء ينبئ بكارثة سلطة بلا سلطة وطوفان غريب من كل صوب يحاول أن يبتلع الأرض.. وانقسام فلسطيني يهدد الوجود.. ومحاولات دؤوبة لتفتيت السودان. لحظتها كان الجميع تقريبا علي قناعة أن سقوط مصر في وحل الفوضي ليس سوي مسألة وقت..ولم يقصر البعض في (الداخل) قبل (الخارج) بحصارنا سياسيا واقتصاديا بل واجتماعيا للدفع نحو هذا الخيار.. وزاد الأمر مع سعي الجماعات الإرهابية لكسرنا ومحاولة وضع قدم كبيرة لها علي أرضنا.. وفي ظل حالة ركود اقتصادي عالمي واقتصاد داخلي مسروق لحساب لوبي بعينه.. كان هذا هو حالنا تقريبا.. فكيف تكون النتائج برأيكم؟!.