ما حذر منه الكثيرون »ونحن منهم» وقع! لم تكن حالة الاحتقان في الوسط الكروي أمراً طبيعياً علي الإطلاق.. ولم تكن المنافسة التقليدية بين الأهلي والزمالك هي السبب.. فالمنافسة موجودة علي الدوام وكانت أحد عناصر التشويق وليس الاحتقان حين كانت الأمور محكومة بأخلاقيات الرياضة كما مثلها محمد حسن حلمي في إدارة الزمالك .. والتتش وصالح في إدارة الأهلي ! وأيضا لم يكن دخول منافسين جدد علي المقدمة أمراً جديداً. فقد عشنا زمناً كانت فيه المقدمة للإسماعيلي أو الترسانة أو المحلة أو الأوليمبي، دون أن تتأزم الأمور أو تلتهب المشاعر ! كنا ننتظر أن يكون هذا الموسم بداية جديدة للكرة المصرية تعبر فيه إخفاقات الماضي القريب، وتداوي فيه الجراح، وتعود فيه الجماهير للملاعب، ويتعاون فيه الجميع في مواجهة من يصرون علي إثارة الشغب علي مواقع التواصل الاجتماعي أو في مدرجات الملاعب أو في برامج الإعلام . لكننا للأسف الشديد وجدنا الأخطاء تتراكم وتمر دون حساب وكأن هذا قد أصبح أمراً طبيعياً بعد أن مرت فضيحة مونديال موسكو بلا مساءلة وبدون حساب! هبطت لغة الحوار إلي درجة لا تصدق. أصبح »الردح» أمراً طبيعياً عند بعض من يفترض فيهم أن يكونوا القدوة للجماهير. وأصبح »الاستفزاز» عملة رائجة في أسواق التحريض وخلق الاحتقان. وتوهم البعض أنهم يملكون حصانة مالية أو غير مالية ليخالفوا الأعراف والقوانين ! وعندما تحملت مصر مسئولية استضافة نهائيات بطولة الأمم الافريقية تصورنا أن المناخ سيتغير، وأن الكل سيتقدم ليتحمل نصيبه من المسئولية كما حدث في عام 2006 حين أنجزنا أفضل بطولة أفريقية. لكن يبدو وأن البعض مازال أسير حساباته الصغيرة، والبعض الآخر مازال يتصرف بنفس الروح التي صاحبت مشاركتنا السيئة في مونديال موسكو، والتي يبدو أنها حريصة علي استمرار الاحتقان في الوسط الكروي، وتصاعد العمل ضد الكرة في مصر ! بعيداً عن التفاصيل الصغيرة.. هل يمكن أن نتوقف جميعاً عند بيان النادي الأهلي، وننطلق منه للبحث عن طريق لتصويب الأوضاع؟ الكل يعرف أين الخطأ، ويعرف أن الحسم السريع مطلوب. وأن استمرار الاحتقان جريمة، وأن البلطجة في الملاعب بالسلوك أو بالمال ينبغي أن تتوقف علي الفور !