شبح عودة الحرب الباردة وسباق التسلح بات يلوح في الافق من جديد بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد سنوات وسنوات من اختفائه في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي،...، علي يد الرئيس الأمريكي »رونالد ريجان» والرئيس الروسي »ميخائيل جورباتشوف»، الزعيم قبل الأخير للاتحاد السوفيتي القديم، قبل انهياره وتفككه علي يد خلفه الرئيس »يلسين». هذا ما يقول به الخبراء والمتخصصون في الشئون الدولية بصفة عامة، والشئون والتطورات الجارية بين واشنطنوموسكو علي وجه الخصوص، في ظل ما تشهده العلاقات بينهما من تأرجح واضطراب في الآونة الأخيرة. ويري هؤلاء أن العلاقات بين موسكووواشنطن قد ازدادت اضطرابا وتوترا هذه الأيام، في ظل إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية أول أمس، علي لسان وزير خارجيتها »مايك بومبيو»، عن بدء انسحابها من معاهدة القوي النووية مع روسيا. تلك المعاهدة التي وقعت في عام 1987 بين الرئيسين ريجان وجورباتشوف، للحد من إنتاج ونشر الصواريخ متوسطة المدي، كانت ايذانا بانتهاء الحرب الباردة ووقف سباق التسلح النووي بين قطبي العالم في ذلك الحين الشرق والغرب، بزعامة الاتحاد السوفيتي والولاياتالمتحدةالأمريكية، وما يمثلانه من قيادة لأقوي الأحلاف العسكرية في ذلك الوقت، »وارسو» و»الأطلنطي» الناتو. الإعلان الأمريكي أكد علي بدء سريان قرار الانسحاب من الأمس »السبت» ليصل مداه خلال ستة أشهر إذا لم تتراجع موسكو عن انتهاكها للمعاهدة،...، بينما تؤكد روسيا أنها ملتزمة وتنفي الاتهامات الأمريكية. وفي المقابل يقف العالم مراقبا للأزمة التي بدأت تدخل في معترك لا يبشر بالخير ويهدد بعودة عواصف الحرب الباردة من جديد.