الأطماع التركية في الأراضي العربية وخاصة في سوريا والعراق، لم تعد خافية علي أحد منا أو من غيرنا في المنطقة العربية، أو من دول الجوار الإقليمي أو من دول العالم وقواه المختلفة، سواء الأمريكية والروسية وحتي الأوروبية. كل تلك الدول والقوي دون استثناء كانت شهودا بالمعاصرة التاريخية، علي العصور المظلمة التي سيطرت فيها الامبراطورية العثمانية علي مقدرات العالم العربي ودوله، وما سادها من استبداد وقهر وفساد،...، وما وصلت إليه الدول العربية تحت حكمها من تخلف وضياع، وهو ما أدي إلي تفكك الامبراطورية وانهيارها واندثار دولها، بعد سلسلة طويلة من الهزائم المتكررة علي كل الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية أيضا. ورغم تحلل واندثار الامبراطورية العثمانية مع بدايات القرن الماضي، بعد سنوات من الضعف الشديد، واختفائها قبل منتصفه،...، إلا أن أحلام الهيمنة والسيطرة عادت لتنتعش في عقل الرئيس التركي الإخواني اردوغان، وتدفعه للسعي بكل الوسائل لإعادة إحياء النفوذ العثماني البائد، ومحاولة بسطه علي أجزاء من سوريا والعراق، بالبلطجة وقوة الأمر الواقع، مستغلا حالة الفوضي السائدة بالمنطقة الآن، والتي شارك في صنعها. وهو ما دفعه بالفعل إلي دعم ومساندة قوي الشر والإرهاب من النصرة وداعش وغيرهما، الساعية بالحرب والدمار لنشر الفوضي وإشعال الاقتتال الأهلي في سوريا والعراق وليبيا وغيرها،...، لعل ذلك يعطيه موطئ قدم في هذه البلاد واحتلال أجزاء من أرضها بالتواطؤ مع القوي العظمي المتورطة في صناعة الفوضي وإشاعة عدم الاستقرار في سوريا والعراق وليبيا أيضا. وفي هذا علينا أن ننتبه جيدا للمحاولات التركية الجارية الآن، لوضع يدها واحتلالها، لأجزاء من الأراضي السورية بحجة إنشاء منطقة عازلة أو آمنة،...، وأيضا ما قامت به من التمدد داخل الأراضي العراقية، بحجة مقاومة ومحاربة الأكراد وتهديدات حزب العمال الكردستاني،...، وما تحاوله الآن في ليبيا بجوار مصر.