ما نقرؤه ونسمعه صباح مساء من وسائل الإعلام عما ترتكبه إسرائيل من جرائم في حق المسجد الأقصي والفلسطينيين يجعلنا نتساءل عن سبب صمت الرأي العام العالمي عما يجري علي أرض فلسطين من أحداث دون لوم أو تأنيب؟ وإسرائيل هي التي ملأت الدنيا عويلا وصراخا حول ما ارتكبته ألمانيا النازية في حق اليهود من جرائم.. ولكنها تفعل نفس الشيء علي أرض فلسطين دون خجل أو تأنيب من ضمير. وقد أعدت قراءة كتاب ممتع للدكتور حسين مؤنس في سلسلة - كتابك - بعنوان: كيف نفهم اليهود؟ إنه يتحدث عن تاريخهم في الشرق وفي أوروبا وأنهم لم يلاقوا من المسلمين إلا التسامح.. بينما كان الغرب يمقتهم وإن كان يظهر غير ذلك.. فالمؤلف يري أن العرب هم مشكلة اليهود الأولي منذ قيام دولة إسرائيل في مايو 1948، ذلك لأنهم - من سوء الحظ أبناء عم.. اليهود أولاد إسحاق.. والعرب أولاد إسماعيل. واليهود يزعمون أن إسحاق هو الابن الأفضل لإبراهيم عليه السلام لأنه ابن (سارة) الحرة، أما إسماعيل فهو ابن الجارية المصرية هاجر، وبعد ميلاد إسماعيل طلّق إبراهيم جاريته هاجر بتحريض من سارة ومضي بها وابنها إسماعيل إلي الصحراء، وخلّفهما هناك ليعيشا في شظف العيش والإملاق. وكان تقدير العزيز الحكيم أن يعيش إسماعيل مع أمه في الصحراء حياة أمن وسلام، وأن يعود إبراهيم إلي أرض الحجاز لكي يرفع قواعد البيت مع ابنه إسماعيل ليكون مثابة للناس وأمنا، وأن يكون من نسل إبراهيم العرب، وأن يكرم العرب بمحمد صلي الله عليه وسلم، وأن يعم الإسلام الدنيا ويكرم العرب بهذا الدين. وقد تنكر اليهود للإسلام ونبي الإسلام، وعندما استولوا علي فلسطين شرّودا الشعب الفلسطيني ورفضوا كل يد تمتد بالسلام.. ويتحدث الكتاب عن أن الذي سيجهدنا حقا هو أن اليهود لا يقتنعون بقضية السلام، لأن عمق الكراهية في قلوب اليهود لا يتصوره إلا من عايشهم وخالطهم. والخلاصة: الكتاب يركز علي أهمية أن نفهم اليهود ومراميهم حتي نستطيع مجابهتهم. من أقوالهم: العزلة وطن للأرواح المتعبة (هيمنجواي)