بصراحة أنا حزين علي ال12 جنيها اللي بأدفعهم »للزبالة» كل شهر علي فاتورة الكهرباء رغم اقتناعي أنها قليلة إذا كان هناك »فائدة» منها لو أحسن توجيهها لتكون أداة للنظافة خاصة في شوارع العاصمة التي أنا أحد سكانها. بصراحة شوارع القاهرة تحتاج إلي ثورة في النظافة ولا أعلم ما هو دور المحافظ أو رؤساء الاحياء ومن يعاونونهم في هذا الجيش العرمرم من الموظفين والعمال والمعدات التي لا تظهر إلا في وجود مسئول كبير قادم للزيارة. الاحياء صارت بؤرا للمخلفات وبقايا الهدم وأكوام القمامة تغطي كل الشوارع اللهم إلا القليل ناهيك عن الظلام الذي يكسو أعمدة الانارة التي صارت كخيالات المآتة، أتحدث عن حييي المعادي والبساتين ما نراه في شوارعهما شيء نبهنا إليه من قبل مرات ومرات وشكا الناس آلاف المرات ولا حياة لمن ينادي وكأن المسئولين عن تلك الاحياء قد سدوا آذانهم أو انهم يطنشون لراحة البال وأهو كلام جرايد ويعدي! ساقتني الظروف الاسبوع الماضي لحضور جنازة والدة صديق عزيز عليّ وبعد الصلاة عليها اخترقت سيارة نقل الموتي الطرق حتي وصلت إلي منطقة البساتين وعبثا حاول السائق العبور بالجثمان من كل الاتجاهات دون جدوي فالشوارع امتلأت عن آخرها بالقمامة والهدم وبقايا مخلفات البناء التي تلقيها السيارات في غفلة من مسئولي الحي أمام أبواب المقابر والشوارع المؤدية إليها واضطر أهل المتوفاة إلي حملها والسير عبر جبال المخلفات حتي يتمكنوا من اجراءات الدفن والوصول للمقبرة بصعوبة »بالغة» وتخيلوا في وسط هذا المشهد المؤثر هناك من يقوم من جامعي القمامة بفرزها علنا في الشارع والحصول علي ما يريد منها ويترك الباقي ليسد الطرق مع ان نظرة واحدة للشارع تؤكد أن هناك اهمالا ولا مبالاة من المسئولين عن الحي، ولا أدري هل رئيس الحي لديه الصورة الكاملة عما يحدث أم أنه يكتفي بكله تمام؟!!! الصورة السلبية الاخري في نفس الحي وحي المعادي أيضا هي انتشار الكافيهات المستفزة التي احتلت الشوارع واقامت التندات الحديدية التي تخرج لسانها خاصة في الشطر الخامس بالمعادي »وحتي أمام» حي البساتين وجولة مسائية علي تلك المناطق ستكشف المأساة إلا إذا كانت الاحياء نفسها هي التي سمحت بتلك التجاوزات التي تصبح في يوم مباراة لكرة القدم استادا يقلق السكان ويؤجج مشاعر الغضب لديهم، أما التكاتك فحدث ولا حرج تتحدي أي شيء وتسير في الشوارع ولا تصدقوا من يقول أنه منعها في شوارع المعادي فهي تسير رغم أنف الجميع ليلا نهارا تهدد حياة الآمنين والأدهي أنهم رقموها في حي البساتين بأرقام وكأنهم أعطوها رخصة تسيير علي غير الحقيقة ويثور التساؤل المحير من الذي أعطي الرخص لكل تلك الكافيهات والمقاهي التي تحتل الشوارع واذا كانت لم تحصل علي الرخص فلماذا تترك بهذا الشكل الخطير؟!! ومن يراقب الشوارع في تلك المناطق التي تحولت إلي العشوائية في وقت تحارب الدولة فيه العشوائية بكل الطرق للقضاء عليها باعتبارها آفة كبري تعوق التقدم والازدهار. الاحياء تحتاج إلي ألف وقفة ووقفة واذا كانت هناك اجهزة وقيادات غير قادرة علي الاداء أو العطاء فلترحل ليأتي غيرها تمتلك أبسط قدرات الإدارة الناجحة. عزيزي اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة سكان القاهرة هم رعاياك وتوفير الراحة لهم هي مسئوليتك الاولي ويكفينا ما نعانيه خاصة في ظل التدني الفظيع في حالة الشوارع وصيانتها هل يعقل منطقة كنيركو بالشطر الثالث بالمعادي لم تري منذ نشأتها من أكثر من 25 عاما »هراس» واحد يقوم بتسوية الشوارع التي أكل عليها الزمن وشرب وهل يعقل أن تكون أعمدة الاضاءة في شوارع المنطقة الهادئة بلا لمبات والصدأ يكسوها و»يأكلها». الامر يحتاج إلي جلسة مع رؤساء احياء العاصمة لتحديد الاولويات وأكرر هنا ما قلته من قبل أن الناس علي استعداد للمساعدة بشرط أن يجدوا جدية من المسئولين النائمين في العسل! كلنا علي استعداد للمساعدة.