لا يستطيع أحد من القائمين علي الساحة الفنية أن ينكر أن قطاع الإنتاج في التليفزيون لعب دورا أساسيا في ازدهار الدراما التليفزيونية نظرا لأن كل من تولوا إدارته كانوا يمتلكون القدرة علي الإدارة الجيدة أمثال الراحلين ممدوح الليثي - يوسف عثمان والمخرج يحيي العلمي وعلي أيديهم قدم هذا القطاع مسلسلات تليفزيونية ذات مستوي راقٍ تربعت علي عرش الدراما العربية ومنها: رأفت الهجان - دموع في عيون وقحة - ليالي الحلمية - الوسية - الراية البيضا - مازال النيل يجري - ألف ليلة وليلة.. كما كان هذا القطاع يمتلك قدرة علي تسويق أعماله الدرامية داخليا وخارجيا، وكانت المسلسلات تباع عند التفكير في تنفيذها، ولكن للأسف لا توجد الآن إمكانية لعودة هذا القطاع بقوة مرة أخري بدليل فشل من توافد علي شئون إدارة القطاع - بعد رحيل العظماء الذين أشرنا إليهم في رئاسة القطاع - لأسباب يأتي علي رأسها التخبط الإداري داخل مبني ماسبيرو، هذا إلي جانب دخول القنوات الفضائية عالم الإنتاج الدرامي، بالإضافة لظهور شركات خاصة في هذا المجال وأصبحت هي من لها القدرة علي الإنتاج، ولا ننسي أن مبني ماسبيرو أُثقل بالعمالة الزائدة والديون المتراكمة مما جعل الإنتاج الإعلامي والدرامي يتراجع، وأصبح غير قادر علي المنافسة، ولكني أجد نفسي مع الكثيرين مؤمنا بما قاله الزعيم مصطفي كامل »لا معني للحياة مع اليأس ولا معني لليأس مع الحياة».. وأقول: ما أحوجنا في تلك الأيام إلي عودة قطاع الإنتاج إلي سابق عهده ومجده لخدمة الجمهور ولتنمية وعيه الفني، ولذا لابد من اهتمام الدولة بالإنتاج الفني والعمل علي إعداد كوادر لمؤلفين ومخرجين جدد يتمتعون بموهبة تقديم دراما بها خلطة واقعية تلبي احتياجات السوق ويستمتع بها المشاهدون من خلال رسالتها التي تساعد علي رقي الأخلاق والذوق العام، وتبتعد تماما عما يصيب المشاهد في أوقات كثيرة بالملل والإحباط.. وبكل صراحة ما أحوجنا في تلك الأيام إلي عودة قطاع الإنتاج.. ولذا أتمني أن تساهم كتيبة النجوم الكبار في الوقوف بقوة لعودة قطاع الإنتاج برؤية مستقبلية أكثر انفتاحا والبعد عن ظاهرة ارتفاع الأجور عندما يتم ترشيحهم لأية أعمال درامية جديدة ولو حدث هذا سيستعيد قطاع الإنتاج دوره مرة أخري في إنتاج الأعمال الراقية والجيدة.