كثيرا مانشتاق للقاء زملاء الجامعة.. تمضي السنوات بنا دون أن ندري.. تأخذنا تفاصيل الحياة المرهقة.. تستنزف طاقتنا. نحنّ لزمن الروقان وراحة البال. حيث الضحكة من القلب وعلي أبسط الاشياء. الفرحة لاتغيب عن وجوهنا. تشي بها ابتسامة رائقة ووجه متفائل محتضن الحياة ..كانت قلوبنا نابضة بالأمل. وعنادنا وإصرارنا علي مواجهة كل مصاعب الحياة لم يكن مجرد وهم كما نتصور وقتها، بل يقين أننا خلقنا للمتاعب ونحن أهل لها.. لانعرف بالضبط سر هذه الثقة ولاسبب محددا لكل هذا التفاؤل الذي غلف حياتنا وقتها .. هل هو سمة الشباب أم تلك الدفعة من الثقة بالتميز التي لعب عليها أساتذتنا بالجامعة ونجحوا في غرسها فينا رغم الحكمة والنضج وتجارب حياتية من المؤكد أنها لم تكن سهلة بل علي العكس كان كل ما فيها موسوم بالمتاعب والعراقيل والصعاب.. ومع ذلك لم تنجح رياح حياتهم المعاكسة في النيل من عزيمتهم حتي وإن بدت ملامح الألم والتعب بكلماتهم وحكاياتهم ووجوههم.. أراؤنا امتدادا لهم وكأننا قادرون علي استكمال المسيرة ولا أعرف كيف توسموا فينا القدرة علي النجاح.. ونخرج للحياة لتصدمنا بواقع لم يكن يتصوره أكثر المتشائمين منا.. نواجهه بفعل القصور الذاتي وبركة دعاء الوالدين وبقايا من صدي كلمات أساتذتنا لاتزال قادرة علي أن تبث فينا قدرا من الصمود والتحدي.. نحّن بين حين وآخر ل»شلة الجامعة» نشتاق لتلك الصحبة وتلك الأحاديث التلقائية الحلوة وتلك الحالة من البهجة التي لم تعد تزورنا إلا قليلا.. نحلم بهدنة من الزيف والقبح والادعاء لنعيش مع قلوب توسمنا فيها الطيبة والجمال والتلقائية.. بعيدة هي عن كل أثر للتجمل والتعالي والتصنع.. وهي سمات لم يعد الزمان يجود بها إلا ما ندر.. محظوظون كنا بتلك الصحبة.. هي سندنا لمواجهة ما تبقي لنا من الأيام.. رغم حنينا ولهفتنا وتمسكنا بلم شمل تلك الصحبة إلا أن تخوفا يسكننا كلما سعينا للقاء.. فلم نعد كما كنا فهل يعرفنا من افترقنا عنهم سنوات. نؤثر السلامة ونكتفي بوعد مستحيل التحقق باللقاء.. مرددين بأسف قول للزمان ارجع يازمان.