عالم اليوم أصبح بالفعل زمن المتناقضات ففي الوقت الذي تعاني منه العديد من الدول الأوروبية من الإرهاب الداعشي تكشف صحيفة الديلي تليجراف »البريطانية عن أن ثلث أسلحة تنظيم داعش الإرهابي التي استخدمها في العراقوسوريا هي أسلحة تم تصنيعها في دول الاتحاد الأوروبي ووفقا لتقرير أعده مركز بحوث تسليح الصراعات فإن عناصر تنظيم داعش اعتمدوا علي البنادق الآلية وقاذفات الذخائر المصنوعة في رومانيا والمجر وبلغاريا.. وقد استند التقرير المشار إليه في هذه المعلومات إلي 40 ألف قطعة سلاح وذخيرة تمت استعادتها من العناصر الإرهابية الداعشية بعد انتهاء الحرب في سورياوالعراق.. ولكن السؤال الأهم الآن كيف انتقلت هذه الأسلحة إلي أيدي إرهابيي داعشي التي كانت في الأصل الأسلحة التي حصلت عليها فصائل المعارضة السورية من المجتمع الدولي كدعم لها في مواجهة الرئيس السوري بشار الأسد؟. فوفقا للتقرير استطاع مسلحوا داعش وضع أيديهم علي صاروخ موجه للدبابات قامت الولاياتالمتحدة بشرائه من دول أوروبية لتزويد جماعة سورية معارضة به وهذا بالفعل يكشف عن تناقضات صارخة في توريد أسلحة لصراعات مسلحة تقع في النهاية في أيدي الجماعات الإرهابية مما أدي إلي اشتعال المنطقة ومن ثم تقاذف ميزان الإرهاب للشاطئ الآخر من المتوسط فتلحق الأذي بهذه الدول الأوربية التي وردت هذه الأسلحة ظنا منها أن الأمر سوف يقتصر آثاره علي بؤر التوتر في الشرق الأوسط. حقا وطبقا للقول المعروف كما تدين تدان فاليوم فإن الكثير من مخابرات الدول الأوروبية والغربية تسعي جاهدة لدرء المخاطر عن دولها بعد المخاوف المتصاعدة من عودة مسلحي داعش من سورياوالعراق عقب هزيمتهم النكراء في الدولتين ولكن ماذا عسانا أن نقول إن طباخ السُم لابد وأن يتذوقه في نهاية الأمر!.