حي شبرا الذي شهد طفولتي وصباي، وسكنته 34 عاما قبل الزواج، تجاورت فيه مع الكثير من الأقباط الأفاضل الذين امتدت صداقتي بهم حتي الآن، كما أنني مدين بالفضل المهني لأساتذة عظام تعلمت منهم في بلاط صاحبة الجلالة منهم سعيد سنبل، والدكتور رفعت كمال (رحمهما الله). ومن أبرز أصدقائي الأقباط الذين أعتز بهم (مجدي فرج الله)، نموذج رائع للإنسان المصري الطيب، يتحلي بالتسامح والاستنارة، ويكره التعصب والتطرف، ويؤمن بأن للوحدة الوطنية قدسيتها، ولم يكن الدين يوما عائقا في تماسكها، ويشيد دائما بالعلاقات المتميزة بين المسلمين والأقباط عبر تاريخ المحروسة.. وأعتبره »جبرتي» الأقباط لثقافته الرفيعة، وإلمامه بتاريخهم وأصولهم ولغتهم القديمة، وقد اندهشت من قاموسهم اللغوي القديم الذي يحتضن كلمات قبطية نرددها في حياتنا اليومية، كما ذكرها لي صديقي العزيز السيد مجدي فرج الله مرددا بدعابة: »مصر بتتكلم قبطي» فكلمة »قوطة» قبطية معناها بالعربي طماطم، وكلمة »أوف» معناها ذبابة، »ينسون» معناها النعناع، »بورش»الأرض، »فسيخ» سمك، »إديني» إعطيني، »أخنف» صعوبة في التنفس، »بن» قهوة، »شبرا» جنينة، »كاني وماني» أيضا قبطية معناها بالعربي سمن وعسل، »حالاقاتك برجالاتك» إمشي علي رجليك، »إش إش» علامة إعجاب، »قَمَّر العيش» معناها سَخَّن العيش، »صيت» شهرة، »فلافل» طعمية، »فوطة» منشفة، »بخ» عفريت، »إتكلفت» إتغطي، »المطرة »بترخ» معناها بتنهمر بغزارة، ومازال في جعبة »جبرتي» الأقباط الكثير!!!