بدد الرئيس السيسي القلق والخوف الذي انتاب المصريين بعد فشل مفاوضات اللجنة الفنية الثلاثية (مصر والسودان وأثيوبيا) بشأن سد النهضة. كان حديث الرئيس في هذا الشأن قاطعاً، ولا التباس فيه حيث أكد: »محدش يقدر يمس حصة مصر من مياه النيل». ظني أن هذا التصريح لابد أن يقطع كل التكهنات، والفتاوي المائية، والتحريض غير المبرر، والتحليلات الهلامية حول هذا الموضوع. لم نعهد من الرئيس منذ أن تولي المسئولية، إلا أنه إذا وعد أوفي، وإذا قال نفذ، وإذا أصرّ فعل.. وأنه يتعامل بمبدأ السياسة الشريف.. ولا أبلغ ولا أدل علي ذلك من رده علي أحد أبناء كفر الشيخ الذي قام أثناء افتتاح مشروع المزارع السمكية في »بركة غليون»، وطالب بإسقاط الغرامات عن المزارعين المخالفين بزراعة الأرز في المحافظة، فقد قال له الرئيس: لا يمكن أن تسقط غرامة علي مخالف أضرّ بالمصلحة العامة وأن الدول لا تبني بالخواطر، وإنما تبني بالانضباط والالتزام، وإننا حريصون علي ألا يضار أحد. وكان يمكن أن يفعل الرئيس مثلما كان يحدث ممن سبقوه، الذين كانوا يسقطون غرامات المخالفين، ويقننون أوضاع المخالفين، ولم يكن يهمهم المصلحة العامة، وكانوا يسعون إلي المصلحة الشخصية وتحقيق الشعبية علي حساب البلد!. لم يفعل الرئيس ذلك رغم أننا علي أبواب الانتخابات الرئاسية.. نحن أمام رئيس حبا الله به مصر.. ويراعي الله في بلده وشعبه، فلا خوف علينا ونحن معه.. وسنظل مطمئنين به، وواثقين فيه، ونعمل معه. • • • هناك من يحاول الاصطياد في الماء العكر لتحقيق مصالح شخصية ويتعمد أن يصدر للرأي العام حالة من القلق، وأن الدولة لم تنجح في إدارة ملف سد النهضة، ولكني أثق في الشعب المصري الواعي القادر علي قراءة المشهد قراءة دقيقة ويعلم أن من ينجح في إدارة ملف المصالحة بين فتح وحماس ووضع القضية الفلسطينية علي الطريق الصحيح لإقامة دولة فلسطين، وأن من ينجح في توحيد صفوف الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان، وإنهاء الحرب المستمرة هناك منذ عام 2013، ونجاحات أخري عديدة، لايمكن أن يخفق في إدارة ملف »الحياة» بالنسبة للمصريين فالماء كما قال الرئيس مسألة حياة أو موت. وهناك من يتعمد أن ينتقد القوات المسلحة لتنفيذ أجندات خارجية.. ولكن من المستحيل أن يتحقق ذلك، فكل ذي عينين، وكل ذي عقل، يري ويعي حجم ما يقوم به رجال القوات المسلحة من محاربة الإرهاب بمشاركة رجال الشرطة الأبطال، ويري بطولات الجيش المصري وقوة تسليحه وكفاءة تدريبه التي تجعل أي معتد يفكر ألف مرة قبل أن يدخل في مواجهة مع »خير أجناد الأرض».. بل ويتفادي هذه المواجهة.. ويري الذراع الأخري للجيش وهي تبني المدن وتحفر الأنفاق، وتقيم المشروعات بمشاركة الشركات المدنية والوزارات المعنية. هناك من يحاول تكسير الرموز المصرية التاريخية، والأدبية والدينية لطمس الهوية.. ولكن هذه المحاولات كغثاء السيل، فنضال أحمد عرابي باق، وفتوحات وانتصارات صلاح الدين خالدة، وخواطر الشيخ الشعراوي تملأ عقول وقلوب المؤمنين. • • • كلما اقتربت ساعة الانتخابات الرئاسية زادت شراسة الحرب الضروس التي تتعرض لها مصر، بالإرهاب تارة، وبالإشاعات تارة، وبالتشكيك تارة، وبتكسير المعنويات تارة، وبتشويه الرموز تارة، وبلي الحقائق تارة. ولكن تذكروا أن الشجرة المثمرة فقط هي التي تلقي بالحجارة.. وهي التي دائما تأتي بأطيب الثمر. حمي الله مصر، وشعبها، ورئيسها.. آخر كلمة شريف إسماعيل فعلاً أفضل رئيس وزراء كما وصفه الرئيس السيسى. ربنا معاه.