هو الكتاب الجديد الذي صدر للشاعر أحمد سويلم عن دار دلتا للنشر والشاعر نال جائزة الدولة التقديرية هذا العام. إن الكتاب عبارة عن لقطات من السيرة الذاتية للشاعر، وعندما تقرأ هذا الكتاب تشعر أنك تقرأ رواية.. لها بداية.. ولها أحداث مر بها شاعرنا وهو يمضي في طريق الحياة. إنها قصة واقعية لشاعر صادفته الكثير من الصعاب وهو يشق طريقه في الحياة بعد أن فقد والده وهو في سن العاشرة، وكان عليه تبعات الأسرة مع والدته التي رفضت الزواج من أجل أبنائها. إنه يرجع بذاكرته إلي الوراء وكيف كان يلعب مع أقرانه من الأطفال في قريته بيلا بمحافظة كفر الشيخ، وأنه صعد ذات يوم شجرة توت ليهز أغصانها فيتساقط التوت فيأكله هو وأصحابه، وكيف رآه صاحب الشجرة وضربه (علقة) ساخنة من بعدها آثر ألا يأكل التوت طوال حياته..! وكان عليه أن يجد ويجتهد في دراسته لينال الثانوية العامة، ونجح ليمارس العمل مع خاله محمد المعلم الناشر المعروف، وفي أثناء هذا العمل عرف كبار الأدباء والشعراء والتقي الكاتب الكبير أنيس منصور، الذي عينه فيما بعد مسئولاً عن النشر في دار المعارف بعد أن نال شهادته الجامعية من تجارة الأزهر. ومن خلال صفحات هذه الذكريات يحدثنا عمن التقي بهم من الشعراء والأدباء.. كتوفيق الحكيم وصلاح عبدالصبور والدكتور عبدالقادر القط وغيرهم من أعلام الفكر والثقافة، كالعقاد وعبدالرحمن الشرقاوي وطاهر أبو فاشا وأحمد مستجير. ويقص حكايته مع كل واحد من هؤلاء الأعلام ويتذكر مواقف لا تنسي معهم. وعلي سبيل المثال يتحدث عن موقف توفيق الحكيم من الشعر الحر، الذي عدل عنه عندما أعطاه الشاعر نماذج من الشعر الحر لبعض الشعراء ويقول: كان الحكيم قد دخل معركة مع الشيخ الشعراوي عام 1983 عقب نشره سلسلة مقالات (حديث مع الله) واتهمه فيها الشعراوي أنه يدعو للتطاول علي الذات الإلهية، وناصر الحكيم د.يوسف إدريس ود.زكي نجيب محمود، وكتب الحكيم مقالاً في الأهرام فيقول فيه ألهمني الصواب يارب.. و.. نصائح الشعراوي والحكيم، ويقول الكاتب: فعلا الرجوع إلي الحق فضيلة، وقد كان الحكيم يعود إلي الحق دائماً. من أقوالهم: نصف المعرفة أكثر خطورة من الجهل »برنارد شو».