التحية كل التحية لقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان ما قام به الرجل في حق مصر من مباركته لأيقونة الحج والدعوة إلي زيارتها كمسار للعائلة المقدسة وقوله إن بلدا آوي إليه السيد المسيح عليه السلام وأواه لهو أأمن بلاد الدنيا. وجميل من وزارة السياحة ووزيرها الذي يعمل في صمت رغم كل التحديات والاعتراضات التي يتعرض لها أن تكون في هذا الحضور القوي بالمقر البابوي بالفاتيكان لإعلان هذا الحدث العالمي الكبير في مضمونه وآثاره خاصة في ظل التأثير الهائل للبابا علي المجتمع العالمي. الأمر جد رائع وأخشي ما أخشاة ألا نكون مستعدين لاستغلال هذا الحدث في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها السياحة المصرية وهذا الانحسار غير المبرر لأعدادها الوافدة رغم كل التميز الذي تنعم به علي مستوي كل أنماطها الثقافية ممثلة في الآثار التي تمتلك مدينة الأقصر وحدها ثلثها العالمي أو السياحة الشاطئية ونمتلك أجمل وأحلي الشواطئ أو السياحة العلاجية وما نملكه من مناطق الاستشفاء التي لا مثييل لها في الدنيا ناهينا عن الجو وصفائه والأمن والأمان. إحياء مسار العائلة المقدسة كان من المشروعات السياحية المطروحة علي مدي سنوات سابقة وكم تحدث عنه وزراء وخبراء مطالبين بوضعه علي الخريطة، ولكن أبداً لم ير النور والمطالبة به، أي لم يجد أي مردود وللحقيقة كله كوم ومطالبة البابا وتدعيمه للزيارة شيء آخر له قدره ووزنه علي الساحة السياحية. هذا الرجل ذو القدر الديني الرفيع الذي أتي إلي مصر رغم كل التصريحات التي خرجت لتحذره من الزيارة بادعاء أن هناك خطرا داهما عليه ليؤكد أن ذلك مجرد افتراءات علي بلد السلام مصر الآمنة وأتم الزيارة بنجاح في أقوي رسالة توجه للعالم عن مصر وأمنها، و ها هو يعود ليكمل الرسالة برسالة أقوي وأعظم بالدعوة لزيارة والتبرك بمسار العائلة المقدسة عندما آوت إلي مصر هربا من الاضطهاد. هل سننتهز الفرصة السانحة لتعود الحركة السياحية الواردة إلي مصر أم أننا سنهملها خاصة وأن الأماكن العشرة التي مرت بها العائلة في ربوع بلدنا غير مؤهلة لا علي المستوي الإنشائي وعلي مستوي الوعي بأهمية ذلك المسار وزيارة واحدة لمنطقة شجرة مريم بمنطقة الزيتون خير دليل علي هذا، إهمال ما بعده إهمال، الطريق مليء بمقالب القمامة وهذا حال الأماكن العشرة كلها مع الأسف التي تغطي سيناء والشرقية والغربية والقاهرة وأسيوط وغيرها من الأماكن التي وطأتها العائلة خلال بقائها في مصر. أتمني أن يقدم لنا الوزير يحيي راشد وزير السياحة خطته الكاملة طالما أنه تصدي بشجاعة لتبني الفكرة كوسيلة لتنشيط السياحة خاصة الدينية التي تلقي كل الترحيب فما بالنا أن هناك أكثر من ملياري مسيحي يتمنون ولو 100 مليون منهم القيام بتلك الزيارة »حجا» إلي مصر لمشاهدة والمرور علي مسار العائلة المقدسة الذي هو جزء من التاريخ المسيحي الذي يذكر فيه أن المسيح عليه السلام وأمه السيدة مريم أووي إلي مصر. إنني أدعوه إلي طرح فكرة مشاركة الناس والمسئولين عن السياحة ولدينا منهم الخبراء الكثيرين في وضع تصور لبرامج جذب لتلك النوعية من السياحة التي قطعا لو خططنا لها باحترافية لنجحنا في جذب الملايين ممن يرغبون في زيارة مصر. وقبل هذا أدعوه إلي مراجعة المحافظين الذين يمر بمحافظاتهم مسار العائلة المقدسة لبحث كيفية تأهيل المواقع واعادة تجهيزها ووضع العلامات الارشادية ومتابعة أعمال النظافة والاضاءة في منظومة عمل مشترك تحت اسم مصر .. ولا مانع أن تشرف الكنيسة في مصر علي الأمر ولا مانع من مشاركة الفاتيكان بالرأي. الفرصة حاضرة بقوة وقد لا تتكرر وقد تكون بداية قوية لعودة السياحة وإذا لم ينتهزها كل مسئول في موقعه فليتركه غير مأسوف عليه. كل الشكر لقداسة البابا فرانسيس.