أنا زملكاوي وأعتز بذلك ولكن لا مانع لدي أن أهنئ الأهلي وإدارته وجهازه الفني ولاعبيه بالانتصار علي الترجي التونسي والوصول إلي المربع الذهبي بدوري الأبطال وأنا فرحان سعيد فقد حقق الأهلي فوزه متحديا كل الظروف التي سبقت المباراة بعد تعادله المحبط بالقاهرة قبل أسبوع واحد، ولا اخفي انني كنت أتعجب في الثقة المفرطة التي خرجت من مسئولي الأهلي بداية من رئيسه ولاعبيه وجهازه خاصة سيد عبدالحفيظ وهم يؤكدون ان فريقهم سيحقق الفوز في رادس في عقر دار الترجي وأن الأهلي له سوابق فوز علي نفس الفريق وغيره من الأندية التونسية بعد التعادل أيضا من القاهرة ولكن لأن الموقف كان صعبا خاصة ان الترجي احرز هدفين في مباراة الذهاب فقلت في نفسي له الحق بالحلم، ولكن ما رأيته في المباراة هو التحدي الكبير الذي ظهر به الأهلي واصراره علي الفوز في مباراة كان الجميع يتوقعون له خسارتها. ولا يقول أحد إنني بذلك أتخلي عن زملكاويتي البحتة وإنني سأغير جلدي لأشجع الأهلي فأنا معجون بالزمالك ولا أقبل ان يهزمه أي فريق خاصة الأهلي ولكن ما فعله لاعبو الفانلة الحمراء شيء يستحق كل التقدير والتحية ورفع القبعة بداية من نهاية مباراة الذهاب بالقاهرة والتعادل المقلق ونهاية بالفرحة الطاغية التي شهدها ستاد رادس وشوارع القاهرة بعد المباراة الثانية. التأكيد علي الفوز في رادس سيأتي، كان الشعار الذي رفعه الفريق وجهازه والقول بأن هذا حققناه وسبق لنا أن فزنا في عقر دارهم كان مفتاح ما تحقق ولا أحب أن أسميه معجزة لان زمن المعجزات اندثر ولكن أقول إنها الإرادة وتحدي النفس علي تحقيق ما نريد وما نريده هو أن نحقق البطولة، هي وحدها الهدف، ومن يتطلع إليها يجب أن يتحلي بقوة الإرادة وهذا ما فعله لاعبو الاحمر.. أخطأ حارس مرماهم اكرامي الصغير في صد الهدف الثاني بالقاهرة ورغم ذلك شجعوه ووقفوا خلفه حتي ازالوا عنه رهبة ما حدث، وهتفت له الجماهير التي شهدت المران الاخير فكان الحصن الحصين في مباراة العودة وأمامه كتيبة تحارب حتي آخر لحظة لتحقق الانتصار، وفي رادس تقدم الترجي بهدف من ضربة جزاء ولم تهتز عزيمة اللاعبين، بل ازدادوا شراسة وفاعلية وقدرة حتي احرزوا التعادل ثم التقدم بهدف الفوز حتي أعلن الحكم الكاميروني نهاية المباراة فكانت الفرحة الطاغية. وأصبحت لا اتعجب من القول المأثور عن الأهلاوية إنها روح الفانلة الحمراء، مع أن الأهلي كان بالفانلة الزرقاء ولكنها فعلا واقع، فتلك الفانلة اصبحت رعبا لا اعرف سببا له سواء علي المستوي القاري افريقيا أو علي المستوي المحلي، ولا تفسير لدي الا بأنها تولد الاصرار والتحدي خاصة في اللحظات الحرجة التي تدفع من يرتديها ويحمل اسم النادي الكبير إلي فعل كل ما هو خارج التوقعات والدليل علي ذلك ان هناك من يرتدون نفس اللون أو يحاولون خاصة في مواجهة الفرق الكبيرة، ولكن تغيب الروح التي يتفرد بها لاعبو الأهلي. وكم من المباريات شهدناه فيها مغلوبا أو متعادلا إلي الدقيقة الاخيرة من الوقت الاصلي بل والوقت الاضافي ولكنهم بفعل الروح حققوا الانتصار بفرحة طاغية، لانهم يملكون الإرادة علي التغيير لما يريدون. لا أملك ألا أن أقدم كل التحية للاعبي الاهلي وجهازهم الفني، وإدارتهم علي هذا الفوز الكبير الذي حققوه رغم زملكاويتي لأنهم بجد يستحقون أن نقف لهم احتراما، ولا يقول جاحد أن ذلك تم بالحظ. الأهلي كسب بجدارة بعد أن اختفي الترجي من أرض الملعب.