مني صاحبة عربة البضائع والتي توج الله عملها ومثابرتها بالوصول إلي مقابلة السيد رئيس الجمهورية، فلم يكن استقبال سيادة الرئيس لها استقبالا بروتوكوليا ولا احتفاليا ولكن كان هدفه هو توجيه رسالة من الرئيس / عبد الفتاح السيسي للشعب بصفة عامة وللمرأة بصفة خاصة وللشباب بصفة أخص ألا وهي تمجيد وتعظيم قيمة العمل وأن العمل شرف ووسام يستحق أن نضعه علي صدور كل من يعمل من أجل هذا الوطن ونهضته بدلا من التكاسل والتواكل، وتأكيد علي دور المرأة المصرية التي سطرت عبر تاريخ مصر صفحات مجيدة في النضال والكفاح الوطني وقدمت اليوم ملحمة جديدة في أهمية وقيمة العمل. لقد تحققت أحلام »مني السيد». أنه عطاء الله لمن يجتهد ويعمل ويثابر ورسالة الرئيس إلي الشعب بأهمية العمل إعلاء قيمته أيا كان ماهيته والصبرعليه والمثابرة للنهوض بالدولة المصرية. كنت أعد مقالا عن دور العمل ومنهاج التفكير للانطلاق بالدولة المصرية وإذا بي أجد الرئيس / عبد الفتاح السيسي الذي نستلهم منه القيم والعمل والأمل يضرب لنا نموذجا حيا ومعبرا عن مدي اهتمامه الشخصي بدفع المجتمع للعمل والجد والاجتهاد ، الرئيس قدوة ومثال يحتذي به من خلال عمله الدؤوب لرفعه شأن الوطن والدفع بعجلة الإنتاج. لقد خلق الله الإنسان للعمل والعبادة وكفل له رزقه فانشغل بما كفل له وترك ما طلب منه فقال الله عز وجل » وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ( 56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)(سورة الذاريات) و قال الله تعالي » إِلَي ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (61) ( سورة هود ) »واستعمركم فيها» اي جعلكم عمارا تعمرونها وتستغلونها فكلف الإنسان بعماره الارض بالعمل. إذن فالعمل هو أمر مهم جداً للإنسان، ولا يهمّ نوع العمل وماهيته لكن من المهم أن نتقن العمل الذي نعمله وهو سبب نهضة وازدهار الامم، فنجد في أيّامنا هذه أنّ الدول المتقدمة جميع أفرادها في عمل دؤوب ومستمر. والعمل يأتي بالعمل والفراغ والجلوس دون عمل يأتي بأسوأ الامراض المجتمعية وإذ أتعجب من الشباب ضعيف الهمة والذي يفضل عدم العمل بحجة ان العرض المقدم له للعمل لا يليق بما يرغب ويأمل، وأتعجب لآباء يشجعون أبناءهم علي الجلوس في المنزل ان لم تأتهم فرصة العمل التي يرغبون فيها وكم أقول للكثير ابدأ بالعمل وستجد الفرص التي كنت ترغب في تحقيقها فالأحلام تتحقق بالصبر والمثابرة والاستمرارية اما الجلوس دون عمل فللأسف يضيع جميع الفرص. والعمل منظومة كل يعمل في مجاله لنتكامل ونتقدم أما من قصروا العمل علي الرزق قتجد من ملك مالا يتوقف حتي يصرفه ولا ينزل للعمل حتي يحتاج وهناك من يقول وهو متأفف لولا الاحتياج ما نزلت للعمل وهو أمر عجيب وضعف للعقول وكم أتحدث كثيرا مع هؤلاء. أتعلمون أن بهذا التقصير أنتم تؤثرون سلبا علي المجتمع وعلي عجلة الانتاج فيجب عليك الاستمرار في العمل والمداومة عليه وهل تقبل اذا ما ملك طبيب مالا الا يذهب إلي مستشفاه؟ وهل تقبل ان تذهب إلي المستشفي ولا تجد الطبيب بحجة إنه لم يرغب في العمل اليوم ؟ اذا المجتمع في حاجة اليك كما أنت في حاجة إلي الناس حتي ولو كان تقديرك للعمل الذي تقوم به انه غير ذي شأن. فلا عمل دون أهمية أيا ما كان صغره او ماهيته فكل الاعمال المجتمع في حاجة اليها. شجع ابناءك علي العمل وإتقانه شجع نفسك علي إتقان العمل الذي تقوم به وزيادة الانتاجية فاليوم نحن في أشد الحاجة إلي العمل المستمر والاتقان وزيادة الانتاجية فالظروف الاقتصادية التي نمر بها تحتاج إلي زيادة الانتاج والاتقان واي زيادة في الرواتب دون زيادة في الانتاج ستؤدي إلي عجز وضرر اقتصادي. وما سبيل للنهوض بمصر والخروج من المشكلة الاقتصادية التي نمر بها الا بالعمل والاسس الهامة التي تؤدي إلي النجاح في العمل. الاهتمام بالكيف وإتقان العمل: نحتاج إلي بث مفهوم الاتقان فمن أهمّ الأمور الّتي تقلل من قيمة العمل هو اعتماده فقط علي عنصر الكمّ، وعدم مراعاة الجودة والنوعيّة. اخلاق وثقافة العمل: نحتاج إلي غرس ثقافة العمل فالعمل شرف وبالعمل تتهذب النفوس ونتعلم اللباقة وكيفية التعامل ؛ فالعمل يهذّب الأخلاق، وينمّي المهارات الاجتماعيّة لدي الفرد، كما يجعل الإنسان أكثر اختلاطاً ومعرفةً بالآخرين. الاستمراريّة: إنّ كثيراً من الأعمال يضيع الجهد فيها بسبب عدم إتمامها والنجاح في العمل هو بالاستمرار والمداومة عليه وبالاستمرارية تتحقق الحرفية. ولنتخذ من »مني» مثالا فقد اوصلها عملها الذي قد يستهان به البعض لضيق فهمهم إلي ما وصلت اليه من تكريم وتشريف بالعمل والاحتراف المتقن تتبوأ الشعوب الصدارة بين الأمم، ولنعي ونفهم رسالة سيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي، فما عزت دولة الا بالعمل وما تقدمت الا بالصبر والمثابرة.