اخبار مصر تحت عنوان "حكومة الرئيس المصري (محمد مرسي) متسولة". قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مصر باتت تحوم لتطرق الأبواب في جميع أنحاء العالم وفي أرجاء المنطقة سعيًا عن مليارات الدولارات في شكل قروض وشراء سندات ومنح، في محاولة لملأ خزائنها التي استنزفت بشكل سريع، حتى يتثنى للحكومة البقاء على تشغيل محطات الكهرباء والمخابز التي تنتج الخبز المدعوم الذي يعتمد عليه الملايين من فقراء الشعب المصري. ودللت الصحيفة على تحليلها من خلال الزيارة الخارجية الأخيرة التي قام بها الرئيس المصري (محمد مرسي) إلى روسيا مطالبًا نظيره "فلاديمبير بوتين" بالحصول على قرض كبير، ومناشدًا موسكو بتذكر علاقات الماضي الدافئة عندما كثف الإتحاد السوفيتي مساعداته وتمويله لبناء السد العالي في الستينيات بعد أن انسحبت الولاياتالمتحدةالأمريكية فجأة من تمويل المشروع، مضيفة أن استجابة الروس ما زالت غامضة ولم يبدو أي ردود فعلية. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد أن طرق الرئيس "مرسي" الأبواب، استجاب في الأسابيع الأخيرة العديد من الدول- بما في ذلك قطر وليبا- بمنح وودائع مالية، في حين امتنع عدد قليل من الدول التي علقت ضخ أموالها إلى البلد العليلة إقتصاديًا على ترسيخ الإستقرار السياسي أولاً بعد عامين من الإضطرابات منذ سقوط الديكتاتور السابق "حسني مبارك". وعلاوة على ذلك، يشعر الإقتصاديون بالقلق الشديد إزاء إعتماد حكومة "مرسي" على سياسات غير مستدامة، تدافعها دائمًا نحو النقد الأجنبي كوسادة مؤقتة تسمح لها بتأجيل تدابير التقشف التي يحتاجها البرنامج الحقيقي للإصلاح الإقتصادي وتجنب التوصل إلى حل وسط مع الخصوم السياسيين. ولفتت الصحيفة إلى أن قرض صندوق النقد الدولي الأساسي والحاسم بالنسبة للإقتصاد المصري والبالغ قيمته 4,8 مليار دولار تأخر كثيرًا بعد الإختلاف حول كيفية تقليل نظام الدعم الذي يعتمد عليه الفقراء في الوقود والخبز والسلع الأساسية، مشيرة إلى أن الحكومة اتخذت خطوات محدودة وابتعدت عن الإصلاحات واسعة النطاق التي قد تضر في الوقت الحالي جماعة الإخوان في الإنتخابات البرلمانية المقبلة. وأوضحت الصحيفة أن المشكلة الحقيقية هى أن موعد الإنتخابات لم يحدد بعد، والتوقعات تشير إلى نهاية العام الجاري، وفي هذه الأثناء ستعيش مصر شهورًا من الأزمات والعوائق الإقتصادية، مع تردد المانحين والمقرضين الأجانب في إعطاء مصر المزيد ما لم يكن هناك خطة واضحة المعالم. وانتهت الصحيفة قائلة أن فكرة "البحث عن النقد" في الداخل والخارج التي تقوم بها حكومة "مرسي" جعلت المعارضة تتهكم عليها وتضعها موقع حرج واصفة إياها بأنها "حكومة متسولة".