عماد الدين حسين يكتب : رجاء.. لا تنسوا إسرائيل

من هو المستفيد الرئيسى من حالة العنف والفوضى واللاستقرار التى تعيشها مصر حاليا؟ قولا واحدا هى جماعة الإخوان وأنصارها لأنها تعتقد أن هذا هو أملها وطريقها الوحيد للعودة للسلطة مرة أخرى أو الحصول على أى ثمن يمنع انهيار الجماعة. بمنطق ابحث عن المستفيد فإن أى قلاقل أو تفجيرات أو دماء أو تخريب يقع هذه الأيام فإن الجماعة هى المستفيد الأول منه باعتباره يقول للمواطن الذى عارض الإخوان وأيد 30 يونيه إنه لن يهنأ بهذا العمل بل وسيدفع ثمنا رهيبا جراء ذلك وبالتالى فالنتيجة التى يراهن عليها الإخوان هى انقلاب المواطنين على الحكومة الحالية وبالتالى وجود نافذة تسمح لهم بالتنفس أو هدم المعبد على كل من فيه. لكن هل الاخوان هم المسفيدون الوحيدون من حالة الفوضى التى نعيشها الان؟ ليسوا هم وحدهم لأن هناك طرفا استراتيجيا أكثر استفادة هو إسرائيل. ولأن إسرائيل كيان غاصب ومزروع لتقسيم وخلخلة الوطن العربى فإن أى خلاف بين دولتين عربيتين أو بين طرفين أو اكثر داخل القطر الواحد يصب فى مصلحتها فورا. لو كنت مكان إسرائيل الآن «لزغردت وعملت فرح» نتيجة ما يحدث ليس فقط فى مصر ولكن فى كل المنطقة العربية فكل التطورات فى المنطقة هى الفائز الأكبر فيها. من المآسى التى نعيشها فى مصر الآن أن كل طرف سياسى يعاير الطرف الآخر بأنه عميل أو حليف لأمريكا وإسرائيل. وعندما تجلس مع بعض من تظنهم كبارا فى هذا المعسكر أو ذاك يقسم لك بأغلظ الأيمان بأن خصمه وصل للسلطة بمباركة واشنطن وتل أبيب. الطرفان لا يدركان أن إسرائيل ليست صديقا لأحد فى القاهرة ويشمل ذلك ايضا حتى نظام حسنى مبارك التى كانت تعتبره كنزا استراتيجيا لها وقد كان كذلك بالفعل. الكيان الصهيونى يكره كل ما هو مصرى وعربى ومسلم لكنه يتعامل مع اى نظام فى مصر طالما كان يحقق له أهدافه مثلما فعل مع نظام مرسى والإخوان الذين توسطوا بينه وبين حماس الإخوانية لوقف صورايخ المقاومة ضد إسرائيل. عندما تمارس منظمات تزعم أنها إسلامية عمليات إرهابية ضد الدولة والجيش فى سيناء فهى تنفذ أجندة إسرائيلية حتى لو لم تكن تدرك ذلك. وعندما لا تدين جماعة الإخوان هذا الإرهاب بصورة حقيقية فإنها تقدم لإسرائيل خدمة العمر وعندما رفض مرسى القضاء على هذا الإرهاب فى سيناء قبل أن يتعملق فهو قدم لإسرائيل خدمة جليلة. ليس مهما أن تصرخ ليل مساء بأنك عدو لإسرائيل أو يزأر أحدهم «على القدس رايحين شهداء بالملايين» ثم نتفاجأ بأنه غير شكله كى يهرب إلى ليبيا. المهم هو أن تلحق بالعالم وتعتمد على نفسك وتتقدم فى كل المجالات حتى تستطيع مواجهة إسرائيل. الأصوات الناعقة التى تدعو الى تقسيم وتفتيت الجيش أو تدعم الإرهابيين فى سيناء أو التخريب فى اى مكان بالجمهورية هى الصديق الحقيقى لإسرائيل. لا يمكنك أن تكون عدوا للصهاينة فى حين أنك تراهن على امريكا والغرب كى تعود إلى سدة الحكم. وبالمناسبة فإن غضب بعض الدول الغربية من ثورة 30 يونيه ليس خوفا على الديمقراطية أو حبا فى الإخوان والإسلام بل لكى يكون لديهم ورقة يبتزون بها الحكومة المصرية طوال الوقت