الأهرام: أفراح الزمالك عرض مستمر

للنجاح مذاق لا يعلمه الفاشلون، أما التفوق الذى يولد من «رحم المعاناة» فيترك شعورا من الصعب وصفه..كان هذا هو واقع فريق الكرة الأول بنادى الزمالك الذى تأهل إلى دور الثمانية متصدراً للمجموعة الرابعة برصيد 9 نقاط فى كأس الكونفيدرالية الإفريقية، بعد أن كان قبل 3 جولات فقط خارج حسابات التأهل وبعيدا عن كل الفرص، وعاش اللاعبون فرحة «هيستيرية» بعد النجاح فى الحصول على نقطة التأهل من عقر دار فريق حسين داى الجزائرى ووسط جماهيره فى ملعب 5 يوليو، وتحولت غرفة خلع الملابس بعد اللقاء إلى ساحة للاحتفال والفخر والسعادة، فكان اللاعبون يعبرون عن فرحتهم بطريقة لا شعورية.. فقد نجحوا فى المهمة «شبه المستحيلة»، بل وتصدروا المجموعة ليكون أبلغ رد على كل من شكك فى قدراتهم ووصفهم بأنهم أقل من المنافسة القارية.
وبنفس القدر من السعادة، عاشت بعثة الفريق الإدارية حالة من النشوة والفخر بداية من اللواء علاء مقلد رئيس البعثة مروراً بالمستشار أحمد جلال إبراهيم وإسماعيل يوسف وهانى زادة أعضاء المجلس المرافقين للبعثة، وصولاً إلى أمير مرتضى المشرف على الكرة بالنادى والذى احتفل مع اللاعبين بالتأهل، وقرر صرف مكافأة فورية ب «الدولار» لجميع اللاعبين والجهاز الفني، كرد فعل سريع من الإدارة ورسالة إلى اللاعبين بأن مع كل نجاح وتفوق سيكون العطاء بلا حدود.
وتلقت البعثة اتصالا من رئيس النادى هنأهم خلاله على الأداء القوى والرجولى خلال مواجهة حسين داى والتفوق، وطالب اللاعبين بضرورة استثمار هذه الحالة المعنوية وتحقيق الفوز غداً على المقاولون فى مسابقة الدورى الممتاز، لتتواصل سلسلة النجاحات والاقتراب خطوة مهمة من التتويج بلقب الدوري.
كما أشاد أمير مرتضى بالاداء القتالى للجميع، والتأهل عن جدارة إلى دور ال 8 بالكونفيدرالية، وأكد أن المرحلة المقبلة أصعب، وأن هدف الفريق هو التتويج بلقب البطولة.
وظهرت ملامح السعادة «ربما لأول مرة» على وجه السويسرى كريستيان جروس بعد التأهل، وأعرب المدرب عن فخره باللاعبين، والنجاح فى المهمة الصعبة رغم صعوبة المباراة أمام المنافس الجزائرى الذى كان يحتاج للفوز من أجل التأهل، مشيرا فى نفس الوقت إلى رضاه التام عن أداء اللاعبين فى المباراة، وقال: سعيد بالتأهل الإفريقى فى أول موسم لى مع الفريق ورغم ضغط المنافس إلا أن الفريق حقق الهدف المطلوب وتأهل متصدرا مجموعته، والآن سنغلق الصفحة الإفريقية من أجل التركيز فى مباريات الدورى والتى نخوض فيها مباراة مهمة غداً أمام المقاولون العرب، وأضاف: الفريق حقق المطلوب بالتأهل ولكنه يسعى لمواصلة المنافسة فى مختلف المسابقات التى يشارك بها، وتوقعت صعوبة اللقاء خاصة وأن الفريق الجزائرى كان يسعى للفوز، ورغم سعادتى إلا أن الأداء بشكل عام يجب أن يتطور فى الفترة القادمة، وهو ما سنسعى له خلال فترة توقف الدوري.
الزمالك «القوى» صعد من الباب الكبير للكونفيدرالية
أسدل الستار أول من أمس على مباريات دور المجموعات فى بطولة كأس الكونفيدرالية الإفريقية، وصعدت 8 فرق إلى ربع نهائى بعد منافسات متقلبة تشبه الجو فى شهر أمشير من كل عام، بعد أن انقلبت الأمور رأسا على عقب، وودع البطولة أندية كانت تتقدم السباق حتى المباراة الختامية.
وشهدت البطولة سيطرة شبه كاملة من الأندية العربية، فى ظل تراجع كبير للأندية الافريقية المنافسة، ومن بين 8 فرق صعدت لدور ربع النهائى كانت هناك 6 أندية عربية، هى: نهضة البركان، وحسنية أغادير «المغرب»، الصفاقسى والنجم الساحلى »تونس«، والهلال السوداني، والزمالك»مصر»، ومعها نكانا الزامبى وجورماهيا بطل كينيا.
كما شهدت البطولة مفارقات عجيبة، حيث تواجدت 3 أندية مغربية فى مجموعة واحدة »الثالثة« وهى: حسنية أغادير ونهضة بركان والرجاء البيضاوي، كما شهدت المجموعة الثانية تواجد ناديى الصفاقسى والنجم الساحلى من تونس، اما المجموعة الثالثة فضمت من زامبيا نكانا وزيسكو..ودخل الزمالك ممثل مصر الوحيد فى دورى المجموعات، وهدفة الفوز ببطولة الكونيفدرالية، التى لم تفز بها مصر الا مرة واحدة عن طريق الأهلي، كما أن الفريق يبحث عن حصد اللقب الافريقى لتعويض جماهيره الغياب عن التتويج القارى منذ 2002. وخدمت القرعة الزمالك بالوقوع فى مجموعة تضم جور ماهيا الكينى ونصر حسين داى الجزائرى وبترو أتلتيكوالأنجولي، لكن يبدو أن ثقة فى الصعود من البداية فى ظل ضعف المجموعة جعله يدخل اللقاءات بدون استعداد جيد، خاصة أن جروس مدرب الفريق ليست لديه خبرات داخل أدغال إفريقيا، وكانت الصدمة الأولى التى زلزلت الكيان، هى الهزيمة برباعية أمام جورماهيا، قبل أن يتلقى الفريق صدمة ثانية بالتعادل أمام نصر حسين داى على استاد برج العرب، واستمر لغز النتائج فى الجولة الثالثة أمام بترو أتلتيكو، الذى ظل متقدما على الأبيض حتى الوقت الضائع، قبل أن يخطف أوباما هدف التعادل وحفظ ماء الوجه.
ما حدث فى الثلاث جولات الأولى كان بمثابة الزلزال القوى الذى يهدد مسيرة القلعة البيضاء فى البطولة، وبالفعل انتفض الفريق انتفاضة شرسة، وعادت مدرسة الفن والهندسة تفتح أبوابها، بعد أن نجح المغربى حميد أحداد فى خطف هدف الفوز على بترو أتلتيكو فى عقر داره، والذى كان جرس انذار لفرق المجموعة، بأن الأبيض لن يتخلى عن فرصته فى الصعود، وعاد الزمالك ليثأر من فريق جورماهيا ويكتسح المنافس برباعية نظيفة، وكان الأبيض عند حسن ظن الجماهير المصرية، واقتنص تعادلا بطعم الفوز فى الجولة الاخيرة، ليتصدرالمجموعة بفارق الأهداف عن جورماهيا. وفى المجموعة الثالثة، بالرغم من أن زيسكو الزامبى كان وصيف المجموعة والأقرب للصعود مع الهلال المتصدر، قلب نكانا الزامبى الطاولة وفاز فى اللقاء الختامي، ليطيح بزيسكو مع كوتوكو الغانى.
المجموعة الثانية كانت خارج نطاق المفاجآت، حيث نجح بطلا تونس، الصفاقسى والنجم فى الصعود بينما خرج ساليتاس البوركينى وإينوجو رينجرز النيجيري.
منافسة مغربية ساخنة شهدتها المجموعة الأولى، بين حسينية أغادير ونهضة بركان والرجاء البيضاوي، ومعهم أوتوهو الكونغولي، وفى الوقت الذى كانت الترشيحات تصب فى صالح الرجاء للصدارة فى ظل خبراته الإفريقية الكبيرة، كانت المفاجأة هى تأهل حسنية أغادير ونهضة بركان.

قرعة نارية تنتظر «الأبيض»
تنتظر نادى الزمالك مواجهة نارية خلال قرعة الكونفيدرالية، التى ستجرى غدا، وبحسب اللائحة، سيتجنب الزمالك مواجهة جور ماهيا الذى لعب معه فى دور المجموعات، ووفقًا لذلك فإن الأبيض سيواجه 1 من 3 أندية، هى حسنية أغادير المغربي، أوالنجم الساحلى التونسي، أو نكانا الزامبي.