حث مساعد الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون وكالات الأممالمتحدة ومنظماتها العاملة في أفريقيا على قياس مدى نجاح عملها وتطبيق أهدافها بالقارة السمراء. وأوضح أن مدى النجاح يقاس بنطاق استفادة دول وشعوب القارة بعملها وبنطاق التغيير الايجابي على أحدثته على ارض الواقع في حياة ابناء القارة. وقال الياسون خلال مؤتمر صحفي عقده بأديس أبابا في ختام أعمال مؤتمر لتقييم عمل وكالات الأممالمتحدة العاملة بإفريقيا إن "كل شىء نفعله يتعين أن يقاس مدى نجاحه، بناء على نطاق وحجم التحسن الذي أحدثه في حياة ومعيشة السكان المحليين". ورفض الياسون تلميحات الإعلام بأن الأهداف الإنمائية للألفية والتي حددتها الأممالمتحدة للإنجاز قبل حلول 2015 أخفقت بشكل كبير في القارة الأفريقية قائلا "بالرغم من أن بعض الأهداف الإنمائية للألفية "وخاصة المتعلقة بقطاع الصحة" لن تتمكن دول افريقية كثيرة من تحقيقها، الا ان هناك تقدما كبيرا احرز في مجال التعليم الابتدائي من جانب دول عديدة". وأشار الياسون إلى أنه في الفترة من عام 1990 إلى 2008 حققت أفريقيا تقدما كبيرا في زيادة التحاق الأطفال بالمدارس الابتدائية وخاصة الفتيات. وقال "بالطبع، مازال يتعين تعزيز قطاعات المدارس الثانوية والفنية حتى يتسنى للطلاب الحصول على وظائف أكثر ربحا بما يعمل على مكافحة البطالة ودفع التنمية". وحث الياسون الحكومات الأفريقية على تبني بشكل كامل إجراءات مستدامة في كل مجالات التخطيط الإنمائي، مشيرا إلى انه لا يوجد سوى كوكب واحد، ويتعين التعامل مع مسائل الثروات النادرة وشح المياه والتدهور البيئي ويتعين التكاتف للتعامل معها ومعالجتها. وحول دور الأممالمتحدة في الأزمة التي تشهدها مالي حاليا قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون إنه سيكون هناك تقرير سيرفع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حول تطورات الوضع في مالي في نهاية شهر نوفمبر الجاري لكنه أكد على أن خيار الأممالمتحدة هو رؤية "حل سياسي" لهذا الصراع. وقال "بالرغم من أن هناك خططا لتدخل عسكري في مالي، فإن الأممالمتحدة تفضل دائما الحل السياسي". وقال "قبل أن تتخذ الأممالمتحدة إجراء عسكريا أو تقرر مثل هذا الإجراء، فإنها عادة ما تقوم بتحليل المسائل الإنسانية والقانونية وكذلك الحقوق الإنسانية المتعلقة". ومن جانبه وصف نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي إيراستوس موينشا التعاون بين وكالات ومنظمات الاممالمتحدة العاملة في افريقيا وبين المفوضية بأنه تعاون "متعدد الأوجه ونموذجي". وأشار إلى أن الأممالمتحدة تقوم بدور كبير من حيث مستوى التخطيط الاستراتيجي للمشروعات والبرامج التي تطبقها مفوضية الاتحاد الإفريقي. وقال كارلوس لوبيز الرئيس التنفيذي للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لأفريقيا إن الدور المحوري للجنة يتمثل في مهمة التنسيق والتخطيط في إطار عمل الأمانة المشتركة للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لأفريقيا ومفوضية الاتحاد الأفريقي وبنك التنمية الأفريقي والتي تستضيفها اللجنة. وأضاف لوبيز أن "برنامج تنمية البنية التحتية في أفريقيا يحظى بدعم قوي من هذه الأمانة. لكن ما يتعين أخذه في الاعتبار هو أن الأممالمتحدة ليست وكالة تمويل، بل هي تدعم بالأساس الدراسات التحليلية وإعداد السياسات".