ترجع بداية علاقة ريهام نويتو بعالم الزجاج إلى طفولتها، فوالدها كان يلفت نظره أى شكل زجاجى مميز ويحرص على شرائه، ومع الوقت انتقل هذا الاهتمام إليها، بعد أن وجدت فى الزجاج مزجا واضحا بين الطبيعة والألوان التى يختلط بعضها ببعض بانسيابية، وشعرت أنه ليس مجرد خامة، بل جزء من تراث مصرى قديم منذ أيام الفراعنة الذين كانوا اول من اكتشفوا صناعته. ورغم أن الحرف اليدوية لم تحصل على حقها حتى اليوم، وبشكل خاص صناعة الزجاج اليدوى وزجاج النفخ، إلا أن ريهام اختارت أن تدخل هذا المجال، وكانت تعرف أنه صعب لأن تصنيع الزجاج يحتاج إلى رجال قادرون على تحمل الحرارة العالية فى الفرن أثناء عملية انصهاره وإعادة تشكيله، لكن هذا المجال هو الذى جذبها أكثر من غيره، فقررت أن تجعله وسيلتها للانتشار، وكان هدفها أن تعيد حب الناس لهذا المنتج وتشجعهم على العودة لشرائه بعد اتخاذ القرار، واختارت ريهام صديقة لها تشاركها نفس الشغف وهى شهنده مكى التى كانت زميلتها بالجامعة، وبدأتا معا رحلة البحث عن مصانع زجاج يمكنها احتضان حلمهما، وبعد بحث طويل وصعوبات كثيرة، وجدتا مصنعا صغيرا متخصصا فى زجاج النفخ، ومن هنا بدأ المشروع منذ عامين تقريبا. اقرأ أيضًا | التضامن تنظم معرضا للحرف اليدوية والتراثية بالتعاون مع بنك أبوظبي الإسلامي كان الاسم خطوة مهمة، فقررتا أن يحمل روح الفكرة ويمتلك صفة عربية أصيلة، ومع التفكير اختارتا اسم «إناء»، بعد ذلك بدأ العمل على تصميمات متنوعة ترضى مختلف الأذواق، مع الاهتمام الشديد بالتغليف ليليق بعراقة الزجاج وجماله. نجح المشروع فى كسر مخاوف كثيرين من استخدام الزجاج فى حياتهم اليومية، سواء أكواب أو ملاعق، خاصة بعد أن توسعت ريهام وشهنده فى إنتاج الزجاج البايريكس القادر على تحمل الحرارة المباشرة على النار، وبمرور الوقت بدأ الناس يختارون قطع الديكور الزجاجية التى تضيف للبيوت لمسات جمالية ومميزة، وكل التصميمات كانت ثمرة تعاون بين الشريكتين. شاركت الصديقتان فى خمس معارض للانتشار والتعريف به، واليوم بدأ «إناء» يحجز مكانه بين الناس، وتشعر ريهام وشهنده بسعادة كبيرة عندما يقتنى الجمهور منتجاتهما، ويبقى حلم ريهام وشهنده الأكبر واضحا وبسيطا وهو أن يكون فى كل بيت مصرى قطعة من منتجات إناء، لأن كل تصميم يصنع بحب وشغف حقيقيين.