كشف محمد أحمد، والد السباح الناشئ يوسف الذي توفي غرقًا خلال مشاركته في بطولة الجمهورية للسباحة، عن تفاصيل المأساة التي وصفها ب"المهزلة" نتيجة ما اعتبره إهمالًا جسيمًا في إجراءات الإنقاذ داخل المنشأة الرياضية، وروى الأب لحظات الفاجعة، مستعرضًا مشوار ابنه الرياضي وما جرى في الدقائق الأخيرة قبل رحيله. وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو حافظ في برنامج "كل الكلام"، تحدث والد يوسف عن ابنه الراحل، قائلًا: "يوسف من طفولته كان بطلًا، منذ أن كان في الرابعة كان يحلم بالبطولات. محبوب، متفوق، ومشهود له بالأخلاق". وأوضح أن ابنه بدأ المشاركة في بطولات منطقة القناة ببورسعيد منذ سن السادسة، ثم انتقل إلى القاهرة للانضمام إلى نادي الزهور بحثًا عن مزيد من الاحتكاك والمنافسة مع سباحين أقوى. ◄ اقرأ أيضًا | من منصة التتويج إلى النعش.. من المسؤول عن وفاة «يوسف»؟ وأشار إلى أن يوسف كان متخصصًا في سباحة الفراشة، التي تُعد من أصعب أنواع السباحة وتتطلب قوة بدنية ولياقة عالية، مؤكدًا أنه كان بطل مصر في هذه السباحة بلا منازع. كما شارك في سباقات الظهر، وحقق في اليوم الأول من البطولة ذهبية 100 متر ظهر، وفي اليوم الأخير حصل على المركز الثاني في سباق 50 متر ظهر رغم الإرهاق الشديد، معتبرًا أن هذا السباق بالنسبة له كان بسيطًا يؤديه يوميًا في التدريبات. وتحدث الأب عن تفاصيل الحادث، موضحًا أن الواقعة حدثت داخل حمام السباحة بنادي القاهرة الدولي أثناء فعاليات البطولة، وأنه لم يستطع التعرف على ابنه من المدرجات إلا عبر رقم الحارة والسباق. واكتشف اختفاء يوسف بعد انتهاء سباقه وبداية سباق آخر، إلى أن شاهده أحد سباحي نادي النصر غارقًا في قاع المسبح فأبلغ الحكم. وبعد حالة من الهلع، تمكن فريق الإنقاذ من انتشاله بعد أن ظل في الماء حوالي 7 إلى 10 دقائق دون وعي. وأضاف والد يوسف أن الصدمة الأكبر كانت غياب التجهيزات الطبية الأساسية، قائلًا: "فريق الإنقاذ والإسعاف ما كانش عنده أي معدات.. لا أجهزة إنعاش ولا تنفس صناعي ولا صدمات كهربائية". وأوضح أنه تم منع دخول المدربين في البداية رغم خبرتهم، كما مُنعت والدته، وهي طبيبة، من التدخل، واشتكى من تأخر الاستجابة واتخاذ قرار استدعاء الإسعاف، الذي استغرق وصوله أكثر من 15 دقيقة، ليجدوا سيارة غير مجهزة أيضًا. وذكر الأب أن رحلة نقل يوسف من المسبح إلى المستشفى استغرقت أكثر من نصف ساعة، ورغم محاولات الأطباء طمأنتهم بأن النبض استجاب، إلا أن الحقيقة الصادمة ظهرت بعد دخوله العناية المركزة. وقال: "عرفنا إن الأجهزة بس هي اللي مشغلاه، وإن يوسف ما استجابش حيويًا". وتابع الأب أنه تلقى خبرًا أكثر إيلامًا بعد وفاة ابنه، وهو قرار تحويل الجثمان للتشريح، معتبرًا أن الهدف منه كان البحث عن أي مبرر يُسقط المسؤولية عن الإهمال. ورغم الضغوط للرفض، وافق مضطرًا رغبةً منه في إثبات الحق. واختتم الأب حديثه بنداء مؤثر، مؤكدًا أن ما يتمناه هو أن تكون تضحيات يوسف سببًا في إنقاذ أطفال آخرين، قائلًا: "ربنا يجعل يوسف سبب لإنقاذ غيره.. ومش هيحصل ده إلا لما يكون في معايير صارمة ومسؤولين يخافوا ربنا". وأوضح أنه أدلى بأقواله أمام النيابة على أمل الوصول إلى الحقيقة ومحاسبة كل من تسبب في هذه الكارثة.