تُعد مقبرة الملك بسوسنس الأول من أغنى الاكتشافات التي أظهرت براعة الصائغين المصريين في بداية عصر الانتقال الثالث، فقد كشفت محتوياتها عن مجموعة ثمينة من أواني الذهب وأدوات المائدة الاحتفالية، مما يسلّط الضوء على الطقوس الدينية، خصوصًا تلك المرتبطة بتقديم القرابين السائلة داخل سياق كهنوت آمون، والذي كان يشغل فيه الملك وأفراد عائلته أدوارًا بارزة. ◄ تعرف علي كنوز حول التحف الذهبية في مقبرة بسوسنس الأول الخلفية التاريخية، يرتبط هذا الكشف بعهد بسوسنس الأول من الأسرة الحادية والعشرين (حوالي 1039–991 ق.م)، وهو أحد أهم ملوك فترة الانتقال الثالثة، وقد جرى العثور على التحف داخل مقبرة الملك في صان الحجر، تحديدًا في المقبرة NRT III، الغرفة الأولى. وصف القطع المكتشفة: أظهرت نتائج الحفائر وجود أكثر من عشرين قطعة من أدوات المائدة الذهبية، اتُخذت لأغراض طقسية بالغة الأهمية، كانت القطع موضوعة بعناية أمام التابوت الحجري، وموزعة على مجموعتين رئيسيتين: 1- المجموعة الأولى: ترتبط بالعادات الطقسية للملك بسوسنس الأول وأفراد من عائلته الذين تولّوا مناصب مرموقة في كهنوت آمون. ويُرجَّح أن استخدامها كان مخصصًا لتقديم السوائل المقدسة أو قرابين التطهير. اقرأ أيضا| فصول من كتاب الموتى.. السر الخفي في تابوت «ديريبو» 2- المجموعة الثانية: تضم أدوات ذات تصميم مميّز، أبرزها وعاء ذو فوهة متسعة ومقبض على شكل زهرة اللوتس، وهو رمز ذو دلالة دينية وجمالية في الحضارة المصرية، يُعرض هذا الوعاء حاليًا ضمن كنوز المقبرة الملكية في المتحف المصري بالقاهرة. الأهمية الأثرية: تكشف هذه المجموعة عن مدى إتقان الحرفيين المصريين في تشكيل الذهب خلال تلك الفترة، كما تعكس أهمية الطقوس الدينية في البلاط الملكي، إضافةً إلى تسليط الضوء على جوانب من حياة ومكانة بسوسنس الأول داخل النظام الكهنوتي. مكان العثور عليها: عُثر على القطع في أرضية المقبرة بمحاذاة الجدار الجنوبي، مما يشير إلى أنها وُضعت ضمن طقوس الدفن بدقّة واهتمام بالغَين، لترافق الملك في العالم الآخر.