فى الوقت الذى يواجه فيه لبنان الشقيق تهديدات العدو الإسرائيلى بتوسيع عدوانه والعودة للحرب الشاملة ضد لبنان، تأتى زيارة بابا الفاتيكان «لاوون الرابع عشر» فى أولى رحلاته الخارجية كرسالة واضحة تدعم لبنان وتنحاز للسلام والمحبة فى وطن وصفه البابا الراحل يوحنا بولس الثانى قبل ذلك بأنه «لبنان الرسالة والعيش المشترك». زيارة «البابا لاوون» وهو أول بابا أمريكى فى تاريخ الفاتيكان استبقتها إسرائيل بتصعيد متواصل وباستهداف العاصمة «بيروت» والتهديد باجتياح كبير للبنان، لكن ذلك كله لم ينجح إلا فى الإصرار على أن تكون الزيارة رداً على أعداء السلام ومجرمى الحرب، وأن تتم الزيارة وسط التفاف وطنى جمع كل أطياف لبنان ترحب بالضيف الكبير الذى تمثل زيارته رفض العالم كله لعربدة مجرمى الحرب، ودعمه الكامل لوطن كان على الدوام عنواناً جميلاً للمحبة والسلام. وبالتأكيد لن تكون فلسطين بعيدة عن المشهد وإن لم تشملها هذه الزيارة لأنها فى قبضة نفس الاحتلال الذى يعصف باستقرار لبنان ويحتل بعض أرضه. رسالة السلام التى يحملها البابا ستصل حتماً إلى القدس زهرة المدائن وإلى رام الله أرض البشارة، وغزة التى تتخضب أرضها بالدم الفلسطينى دون توقف. ستصل حتماً رسالة السلام التى يحملها البابا إلى المنطقة.. وفى المقابل ستصل إلى البابا المزيد من رسائل قتلة الأطفال ومجرمى الحرب الذين لا يسمعون إلا أنفسهم، ولا يعرفون إلا العداء للإنسانية والكراهية لكل ما ينتمى للحق والشرعية والحرية والجمال.. أى لكل ما يمثله وطن جميل مهدد مثل لبنان ووطن محتل مثل فلسطين!! المشهد واضح وكاشف للحقيقة. البابا فى لبنان مع رسالة سلام تعبر عن ضمير العالم.. وفى لمقابل هناك من لا يرى ولا يسمع إلا نداءات الحرب وصوت القنابل، ومن لا يرى حياة له إلا بأن يخاصم العدالة ويغرق فى الدماء.. فلنأمل أن تصل رسالة البابا إلى الذين مازلوا يختبرون «صبرهم» ويواصلون دعم الإرهاب الإسرائيلى، ويعتبرون ذلك «شطارة» فى الدنيا وفوزاً فى الآخرة!!.. ليت رسالة السلام تصل إلى هؤلاء!!