بقلم : د. أيمن الرقب القوات العسكرية الأمريكية عملت بالتعاون مع القيادة السياسية الأمريكية على تسهيل الأمور لشركات خاصة وحكومية أمريكية من أجل الوصول للثروات المهمة فى إفريقيا بحجة مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار ونشر الديموقراطية فى إفريقيا تنشر الولاياتالمتحدةالأمريكية لجزء من جيشها فى إفريقيا، حيث تتواجد القوات الأمريكية AFRICOM فى إفريقيا فى عدة دولة وذلك لتنسق الأنشطة العسكرية الأمريكية فى القارة، بما فى ذلك التدريبات العسكرية لجيوش إفريقية. تتمركز القوات العسكرية الأمريكية فى قواعد رئيسية مثل قاعدة معسكر ليمونير فى جيبوتي، أكبر قاعدة أمريكية فى إفريقيا، مع تركيز العمليات فى مناطق تشمل القرن الإفريقى والساحل، مدفوعة بحجة مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار والأمن فى إفريقيا. قد تكون هذه الأهداف المعلنة ولكن بمتابعة نشاط هذه القوات تصل لحقيقة الدور الخفى لهذه القوات، وحجم تعاونها مع الشركات الأمنية والاقتصادية الإسرائيلية داخل عدة دول فى إفريقيا، ويتمركز التعاون فى السيطرة التدريجية على عدة دول فى إفريقيا، تبدأ بتقديم المشورة والتدريب، وتحت عنوان بناء الليبرالية الحديثة ونشر الديموقراطية يبدأ العمل على تغير نظام الحكم فى هذه الدول، ثم السيطرة على الاقتصاد وتكبيل هذه الدول بالديون لتصبح رهينة للولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل. لقد استغلت الولاياتالمتحدةالأمريكية والاحتلال الإسرائيلى رغبة دول إفريقية للخلاص من إرث الاستعمار الغربى وبدأت فى فتح قنوات اتصال مع هذه الدول والتدخل لحل أزماتها الداخلية والخارجية، حيث بدأ الاهتمام فى إفريقيا من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية فى منتصف القرن الماضى واشتد فى نهايته بهدف محاصرة التمدد الشيوعى فى العالم، خاصة سنوات الحرب الباردة، وتراجع هذا الاهتمام بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ولكن فى نهاية القرن العشرين بدأ الاهتمام الأمريكى بإفريقيا يعود بشكل كبير خاصة فترة حكم الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون ونتيجة لنصيحة من ربيبتهم إسرائيل بدأ العمل الجاد من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية للتغلغل فى إفريقيا بنفس الطرق الملتوية التى قام بها الاحتلال الإسرائيلى وبتعاون كامل معه، وبدأ لاحقا تشكيل وحدة الجيش الأمريكى فى إفريقيا. القوات العسكرية الأمريكية عملت بالتعاون مع القيادة السياسية الأمريكية على تسهيل الأمور لشركات خاصة وحكومية أمريكية من أجل الوصول للثروات المهمة فى إفريقيا. فى الوقت التى يرى الاحتلال الإسرائيلى القارة الإفريقية بوابة لأمنه القومي، يكمن الاهتمام الأمريكى بالقارة الإفريقية بالبعد الاقتصادى أكثر من البعد السياسى خاصة أن القارة الإفريقية تتميز بموقعها الجغرافى الاستراتيجى والمهم حيث تتوسط القارة الإفريقية العالم وتبلغ مساحتها الإجمالية ما يزيد على ثلاثين مليون كيلومتر مربع، وتمتلك أكبر مخزون من ثلث المعادن الاستراتيجية فى العالم مثل الكوبلت، الماس، الذهب، الفوسفات، البوكسيت، الثيليوم والنحاس وغيرها، إضافة إلى امتلاك القارة الإفريقية لمصادر الطاقة مثل النفط والغاز والتى تقدر لما نسبته 10 بالمائة من إجمالى الاحتياط العالمى للطاقة. بجانب سهولة نقل الثروات الإفريقية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية نتيجة إطلالة إفريقية على محيطين وبحرين ترسو على شواطئها العديد من السفن. رغم أن القوات العسكرية الأمريكية فى إفريقيا افريكوم تأسست فى مطلع الألفية الحالية إلا أنها أصبحت ذات نفوذ كبير وتأثير فى إفريقيا، وتورطت فى العديد من الأزمات الداخلية مثلما حدث فى مالى وانتهاء بدورها فى السيطرة على ثروات الكونغو الديموقراطية. لقد أصبحت مهام الافريكوم هو تسهيل المهام للدولة الأمريكية وشركاتها المتعددة تكبيل دول إفريقيا بالديون للابتزاز للسيطرة على الثروات الإفريقية التى أشرنا لجزء منها، أما الاحتلال الإسرائيلى فيستغل هذا النفوذ الأمريكى لتمتين حضوره الأمنى فى إفريقيا ويقبل الفتات الذى تتركه لها الشركات الأمريكية لأن هدفه هو الأمن القومى الإسرائيلى والذى يهدد الأمن القومى العربي. لقد أصبح لزاما على الدول العربية ضرورة وضع استراتيجية لمواجهة النفوذ الإسرائيلى فى إفريقيا من أجل الحفاظ على الأمن القومى العربي.