وليد خيرى ما يميز الأديب العظيم ليس تنوع موضوعاته بقدر تحوله الدائب حول هاجس واحد، تُعاد صياغته بألسنة مختلفة، وتُعزف موسيقاه بأوتار متعددة، لكنها فى النهاية ترجع إلى اللحن الأساسى الذى انطبع على روحه منذ أولى خطواته فى الحياة عبد الحكيم قاسم (1934-1990) كان من هؤلاء الكتّاب القلائل الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية تجربة إنسانية لم تكن رتيبة أبدا بل مليئة بالشروخ العميقة والسقوط والارتفاع وإن أمعنا النظر فى مشروعه الأدبى برمته، سنجد أن جميع رواياته وقصصه لم تكن سوى تنويعات متقنة على موضوع واحد: الانعتاق من السجون المختلفة التى تكبّل الإنسان. ولا نقصد هنا السجن بمعناه الضيق الحرفى، بل بمعناه الذى يتسع ليشمل ثلاثة سجون متداخلة، كل منها يعكس منحى من مناحى معاناة الإنسان: السجن الأول هو جسد الإنسان ذاته، ذلك الوعاء الهزيل الذى ولد فيه قاسم مثقل الأمراض والعلل، مصابا بالملاريا فى طفولته ثم بالروماتيزم فى عضلات القلب. والسجن الثانى هو السجن الحقيقى بأبوابه الحديدية وجدرانه الرطبة، حيث قضى أربع سنوات من شبابه فى ظل نظام عارضه والسجن الثالث هو الغربة والمنفى، تلك الوحدة التى عاشها فى برلينالغربية لمدة إحدى عشرة سنة (1974-1985)، مستهدفا البقاء بعيدا عن قبضة السلطة التى طاردته حتى خارج الحدود. هذه السجون الثلاثة لم تكن مجرد حوادث تاريخية طرأت على حياة قاسم، بل كانت الجنين الأساسى الذى ولد منه كل عمل من أعماله فكل رواية، كل قصة قصيرة، كل جملة مكتوبة كانت محاولة للانعتاق من هذه الأغلال الثلاثة. جسد المريض الهزيل لم يأت قاسم إلى الدنيا سليما وربما كان هذا هو السر الأول فى كل شىء. فالجسد الذى لا يطاوع صاحبه، والذى يشعر بثقل الوجود فى كل خطوة، والذى يتمرد على إرادة النفس ويفرض عليها قيوده الصارمة - هذا الجسد هو الحكمة الأولى للكتابة عند قاسم. لم يكن مرضه مجرد عارض يختفى ويعود، بل كان حالة دائمة، ندبة عميقة فى كينونته الإنسانية. ولذلك لم يكن غريبا أن تظهر أجساد مريضة فى كل أعماله. ليست الأجساد المريضة لديه رموزا مجردة أو صوراً درامية رخيصة، بل هى تجسيد حقيقى للألم البشرى الذى لا ينام فى روايته البديعة «أيام الإنسان السبعة» (1969)، تدور الرواية حول قرية مصرية وأهلها البسطاء، الفلاحين الفقراء الذين يعملون حتى الإعياء يصورهم عبد الحكيم قاسم ليس بعطف من فوق بل بألم من داخل أجسادهم المرهقة من العمل، أجسادهم التى لا تستجيب للحلم، أجسادهم التى تنحنى تحت وطأة الفقر - هذه الأجساد هى القسم الحقيقى للرواية. والملاحظة البديعة هنا أن قاسم لم يكتب عن الفقر كمفهوم اقتصادى أو اجتماعى بقدر ما كتب عن الفقر كألم جسدى يومى فالفقير فى الرواية ليس رقما إحصائيا بل إنسان مصاب بروماتيزم العيش نفسه هو يعانى ليس من العيش السيئ فحسب، بل من معرفته المرعبة أن هذا العيش لن يتغير أبدا، أن جسده سيستمر فى الانحناء، وستستمر حياته فى التكرار الممل الذى لا ينتهى. وفى رواية «قدر الغرف المقبضة» (1982)، روايته الأكثر جسارة، نجد هذا الهاجس يتطور إلى مستوى جديد تماما. فبطل الرواية، الذى خرج من السجن ويحاول أن يعيش حياة عادية، يجد نفسه محاصرا بجسده وبالأماكن المغلقة التى يسكنها المسكن نفسه يصبح سجنا، والجسد يصبح عبئا لا يحتمل يقول قاسم فى الرواية: «لو أراد واحد منهم الانفراد بنفسه لحظة فأين؟ الغرفة واحدة والحيطان والسقف كالحة سيئة البياض وفرش الأرض ناحل الفقر والقبح يطلان من الأركان، ينفجر الزوجان فى عراك مروع والعيال ينظرون مرعوبين.» هنا يتحول الجسد من كائن حى إلى شىء محاصر، وتصبح الحياة نفسها شكلا من أشكال الاختناق الرواية كلها هى معركة بين الإنسان وجسده، وبين الإنسان والأماكن التى تحيط به وهذا يعود بنا مباشرة إلى واقع عبد الحكيم قاسم الخاص: جسده الذى أرهقه المرض، وتلك الغرف الصغيرة التى عاش فيها وهو سجين، وتلك الشقق الضيقة فى القاهرة بعد الإفراج عنه. والحقيقة أن قاسم لم يكن يكتب عن الفقر أو المرض من باب السخط أو الشكوى، بل كان يحاول من خلال الكتابة أن يحول هذا الألم الجسدى إلى معنى، أن يعطيه قيمة إنسانية فالجسد المريض لديه ليس بطلا ضعيفا، بل هو شاهد على شىء أعمق: على استحالة الحرية الكاملة، على استحالة الخروج التام من السجن الأول الذى نحمله معنا دائما. قبضة السلطة والقهر السياسى إذا كان السجن الأول يسكن فى الجسد، فإن السجن الثانى يسكن فى الزمن والمكان الحقيقيين فى عام 1963، تم اعتقال عبد الحكيم قاسم مع مجموعة من المثقفين والشيوعيين، فى إطار ما يسمى ب «الموجة الثانية» من الاعتقالات التى شنها النظام على المعارضين قضى أربع سنوات من شبابه فى السجن - بداية فى سجن القناطر، ثم فى المحكمة العسكرية بالإسكندرية لمدة سبعة أشهر، وأخيراً فى سجن الواحات الصحراوى القاسى. لكن ما يميز تعامل قاسم مع هذه التجربة هو أنه لم يكتب عنها بشكل مباشر كما قد يفعل كاتب آخر لم يكتب رواية بطولية عن البطل الثورى أو الشهيد المظلوم بل كتب بطريقة أكثر خفوتاً، أكثر غموضاً، تاركا الجروح مفتوحة دون أن يطلب منك أن تؤمن بأنها ستشفى. فى رواية «محاولة للخروج» (1978)، يروى قاسم قصة فتى صغير خرج من السجن بعد أربع أو خمس سنوات. الفتى يحاول أن يعود إلى حياته الطبيعية، لكنه يجد أن كل شىء قد تغير المجتمع الذى عاد إليه لا يريده. الدولة لا تثق فيه ولا تتركه هناك حارس عسكرى يتفقد مكانه كل مساء، يأتى من الغروب إلى الشروق ليتأكد أنه فى نفس المكان، هنا تصبح المدينة نفسها سجنا. حتى وإن لم يكن هناك جدران، حتى وإن لم يكن هناك حراس يراقبون، فإن السجن قد امتد ليشمل كل شىء الحرية التى يعطونها للسجين عند الإفراج عنه ليست حرية حقيقية بل هى نوع من أنواع المراقبة الأكثر لطفا والأكثر وحشية فى نفس الوقت الفتى يفقد عمله لأنهم يعتبرونه خطرا. يفقد أصدقاءه لأنهم يخافون من الاقتراب منه. يفقد كل شىء إلا القدرة على التنفس، وحتى التنفس يبدو خنقا. وإذا نظرنا إلى كتابات قاسم نفسه من السجن، نجد أن الانعتاق هو الموضوع الوحيد الذى يسيطر على أفكاره فى رسائله من برلين، بعد سنوات من الإفراج عنه، يتحدث عن التجربة بحزن عميق يقول: «إننى الآن أدرك كيف أننى عشت العمر كله أواجه فى وطنى قهرا حقيقيا وإذلالا حقيقيا، وأعيش مع ناسى مقاومة غير جادة، وثورة مغشوشة، وحماسة مدخولة.» هذه الكلمات تعكس حقيقة مرة: أن الانعتاق الحقيقى من السجن السياسى لا يأتى بمجرد فتح الباب بل أن الإنسان يبقى مسجونا فى ذاكرته، فى خوفه، فى عدم ثقته بالآخرين. وكل ما تفعله الكتابة هو أنها تحول هذا الألم إلى شىء يمكن تحمله، شىء يمكن تحويله إلى معنى. ولذلك نجد فى أعمال عبد الحكيم قاسم اهتماما خاصا بمراحل الحياة والانتقالات، خاصة الانتقال من الطفولة إلى الشباب فالطفل فى أعماله ليس براء، بل هو يختبر القهر والظلم من أيام البدايات. يُضرب فى المدرسة، يُهان من قبل المعلمين، يُحرم من اللعب والحرية البسيطة وهذا لا يعكس فقط واقع التعليم فى الريف المصرى فى خمسينيات وستينيات القرن العشرين، بل يعكس فهم قاسم العميق بأن القهر لا يبدأ بالسجن بل يبدأ فى لحظات الطفولة الأولى. الغربة والنفى والاغتراب الروحى إذا كان السجن الأول جسديا والسجن الثانى سياسيا، فإن السجن الثالث هو الذى لا يمكن الهروب منه أبدا: سجن الغربة والاغتراب فى عام 1974، غادر قاسم مصر متجها إلى برلينالغربية أراد فى البداية أن يبقى شهرا فقط، لكن الشهر تحول إلى إحدى عشرة سنة بقى فى برلين حتى عام 1985، يعمل حارسا ليليا فى معظم الوقت، ينظف المبانى ويحرس المحلات فى الليل ثم عاد إلى مصر لينجح فى الحصول على جنسية ألمانية، لكنه عاد ليموت فى القاهرة عام 1990. الغربة بالنسبة لقاسم لم تكن إجازة أو تجربة حياتية جميلة كما قد يتخيلها الكاتب الرومانتيكى بل كانت نفياً حقيقياً، موتاً بطيئاً بعيدا عن الوطن وقد كتب قاسم عن هذه التجربة بصراحة مرعبة فى رسائله التى جمعت لاحقا فى كتاب «كتابات نوبة الحراسة» للكاتب الصحفى محمد شعير يقول: «ليس بينى وبين الكتابة هذه الغربة، إنما أجد فى الحكى لذاذة، أو نجاة، إن سكت أغرق.. أبقى وحدى مع هذه التصورات الغريبة فى أعماقى السحيقة، وما أنا بالقادر على امتلاكها وسبرها حتى أفك طلاسمها، إنها تعمى علىَّ، تحيرنى، أنجو إلى أنس الصحاب، أقول حاكيا أو كاتبا، أقول بإلحاح وعصاب، فإن من ورائى الصمت.» هنا نرى القلب الحقيقى للمأساة: الكتابة ليست خيارا بل ضرورة. الكاتب لا يكتب لأنه يريد أن يصبح مشهورا أو يحقق نجاحا أدبيا. بل يكتب لأنه إن لم يكتب سيغرق فى الصمت والعدم. الكتابة هى الحياة ذاتها. وفى رواية «طرف من خبر الآخرة» (1986)، يأخذ قاسم هذا الهاجس إلى مستويات جديدة الرواية - أو «النوفيلا» كما يفضل البعض تسميتها - تحكى عن كمال الذى يذهب فى رحلة روحية إلى مدينة فاس. كمال يبحث عن الجمال، عن المعنى، عن الحب الرواية مليئة بالرموز الصوفية والتراثية، وبها إشارات واضحة إلى الإسراء والمعراج لكن المهم هنا ليس الرمزية بل الرسالة الحقيقية: أن البحث عن الحرية والجمال والمعنى هو رحلة داخلية أكثر منه رحلة جغرافية. قاسم فى الواقع يحاول هنا أن يقول شيئاً مهما جدا: أن الانعتاق الحقيقى ليس انعتاقا جسديا أو سياسيا فحسب، بل هو انعتاق روحى وداخلى. وأن هذا الانعتاق الروحى هو الوحيد الذى يمكن أن يحقق الحرية الحقيقية. وفى سياق الغربة، لا بد أن نشير إلى شهادة صديقه الراحل رؤوف مسعد، الذى التقى به فى السجن وقضى معه سنوات الاغتراب لاحقا. يقول رؤوف مسعد عن عبد الحكيم قاسم: « أن نصبح مسؤولين كليّاً عن أنفسنا. السجن الذى يحرمك من الحرية لكنه يقدّم لك ثلاث وجبات فى اليوم وروتيناً 'عسكريّاً قاسياً' لساعات الصحو والنوم هو نقيض الهامش المعطى للسجين مطلق السراح.» هذا الكلام يحكى حقيقة مرة عن الغربة بعد السجن. فالسجن على الأقل يعطيك هوية واضحة، دورا محددا لكن الحرية تطرحك فى العدم، تتركك تبحث عن هويتك بنفسك وهذا هو السجن الثالث الذى عاشه قاسم فى برلين: سجن الحرية نفسها، سجن الاختيار والمسؤولية. الهم المهيمن والتنويع الموسيقى إذا عدنا الآن إلى النقطة الأساسية، سنجد أن كل أعمال قاسم، بدءا من «أيام الإنسان السبعة» وانتهاءً بقصصه المتأخرة، هى فى الواقع تنويعات مختلفة على نفس الموضوع: الانعتاق من السجون. لا يوجد عمل واحد لقاسم لا يتناول هذا الموضوع بطريقة ما. فى مجموعته القصصية «الأشواق والأسى» (1984)، التى ضمت تسع قصص قصيرة، نجد هذا الموضوع يتكرر مرة تلو الأخرى قصة «شجرة الحب»، على سبيل المثال، تحكى عن أطفال فى قرية يضربهم معلم قاس، وتترك الضربات ندوبا على جباههم لكن هذه الندبات، بدلا من أن تكون علامات عار، تصبح علامات جمال عجيب يقول قاسم: «وفى الصباح كانت جباه مشقوقة بسحجات بنية تمتد مما بين الحاجبين إلى منبت الشعر على كل جبين شجرة حب. وجوه عالية الأنوف مجتمعة ماضية.» هنا يتحول الألم والقهر إلى جمال والأطفال الذين تعرضوا للضرب يصبحون ذوى وجوه جميلة هذا ليس انتقاما بل هو تحول حقيقى للألم إلى معنى. وهذا ما كان قاسم يفعله طوال حياته من خلال الكتابة. وفى «الهجرة إلى غير المألوف» (1987)، وهى مجموعة قصصية أخرى، تتكرر نفس الأنماط: أطفال يحاولون الهروب من الواقع، شباب يبحثون عن الحرية، رجال يحاولون فهم الحياة. وفى كل قصة، يعيد قاسم نفس المعركة: المعركة بين الإنسان وسجونه الثلاثة. وهذا يقودنا إلى ملاحظة مهمة جدا: أن الأديب العظيم ليس من يكتب عن موضوعات متعددة ومختلفة، بل من يكتب تنويعات لا نهاية لها على هاجس واحد. هذا ما فعله دستويفسكى مع الذنب والخلاص وهذا ما فعله كافكا مع الاستلاب والسلطة وهذا ما فعله سارتر مع الحرية والاختيار وهذا بالضبط ما فعله عبد الحكيم قاسم مع الانعتاق. الخروج المستحيل والانعتاق الدائم والسؤال الذى يطرح نفسه الآن: هل استطاع قاسم أن ينعتق من هذه السجون الثلاثة؟ الإجابة، بكل بساطة وحزن، هى: لا. لم يستطع. لم يكن ممكنا. جسده ظل مريضا حتى النهاية. وحتى بعد أن تحسنت صحته قليلاً فى برلين، ظل يشتكى من الآلام والأمراض السجن السياسى - على الرغم من أنه خرج منه جسديا - بقى معه طوال حياته فى شكل خوف، ريبة، فقدان ثقة والغربة فى برلين، على الرغم من أنها أعطته مسافة آمنة من الدولة، إلا أنها حبسته فى عزلة روحية وجسدية قاسية. لكن هنا يكمن السر الحقيقى للأدب عند قاسم: أنه لم يكن يبحث عن الانعتاق الكامل والمطلق، بل كان يبحث عن معنى الانعتاق ذاته كان يبحث عن القدرة على التعبير، على الكلام، على تحويل الألم إلى فن وهذا ما حققه بالفعل. فى إحدى رسائله من برلين، يقول عبد الحكيم قاسم بصراحة مؤثرة: «للحرف قدسية، وللكلمة جلال، وللإبداع، أيا كان لونه، طقوس تطهر واحتشاد، والكتابة مثل 'الصلاة علينا أن ندخل إليها متوضئين'.» هنا نرى أن قاسم قد اكتشف شيئا عميقا جدا: أن الكتابة نفسها هى شكل من أشكال الانعتاق. أن تحويل الألم إلى كلمات، أن تحويل السجن إلى نص أدبى، أن تحويل الصمت إلى حوار - هذا هو الخروج الحقيقى. لا تخرج من السجن، بل انعتاق روحى من خلال الكتابة. القارئ الذى يعود إلى أعمال عبد الحكيم قاسم سيشعر بأنه لا يقرأ روايات وقصصاً مختلفة، بل أنه يستمع إلى موسيقار واحد يعزف نفس السيمفونية برقة وعمق وجمال لا ينتهى كل رواية تضيف نغمة جديدة، كل قصة تعيد ترتيب الألحان، لكن اللحن الأساسى يبقى كما هو: البحث عن الحرية، البحث عن المعنى، البحث عن الانعتاق من السجون. إن أعمال عبد الحكيم قاسم لم تحظ بالشهرة الواسعة التى تستحقها وربما كان هذا بسبب عمقها وجديتها فقاسم لم يكتب للجمهور الواسع بل كتب لأولئك القلائل الذين يفهمون أن الأدب ليس ترفيها هذا الحرمان من الشهرة قد لا يكون سيئا فقاسم سيبقى كاتبا للخاصة، لأولئك الذين يشاركونه ألمه واغترابه وهذا أفضل من أن يكون كاتبا يُقرأ من الجميع لكن ليس لديه ما يقوله. فى الذكرى الخامسة والثلاثين لرحيل عبد الحكيم قاسم (1934-1990)، نقر بأن مشروعه الأدبى كان تجسيدا حيا لصراع جيل كامل، جيل حاول أن يخرج من قيوده المتعددة، لكنه وجد نفسه فى مواجهة استحالة مأساوية للتحرر وهذه الاستحالة، وليس التحقق، هى جوهر الهم المهيمن الذى يظل يسكن نصوصه، ويجعلها حية ومعاصرة حتى اليوم، وسيظل كذلك طالما يعانى الإنسان من قيود الجسد والقهر والغربة.